محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-01-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٠٤
بِسْمِ
اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ الحمد لله الذي فطر العقول على معرفته ،
ووهبها العلم بوجوب وجوده ، ووحدانيّته ، وتنزيهه عن النَقْصِ ، وكماله ، وحكمته . الذي عامل عباده بالفَضْل العميم ، فلم
يرضَ لهم المقام على الجهل الذميم ، بل أَرسل اليهم رسلاً يعلّمونهم دينه القويم ، ويهدونهم الى الحق والى صراط مستقيم ، فأوضح بذلك القصد ، لئلّا يكون للناس على الله حجّة . وأشهد أن لا اِلٰه إلّا الله وحدَه
لا شريك له ، الدالّ على طريق الهداية ، بما أبان من براهين النبوّة والولاية ، وسَهّلَ من مسالك الرواية والدراية . وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسوله ، أرسله
رأفةً ورحمةً ، وأتمَّ علينا به النعمة ، وكشفَ عنّا به كلّ غمة ، وأكمل له الدينَ ، وأيّده على المعاندين ، صلّى الله عليه وآله الهادين المهتدين صلاةً دائمةً إلى يوم الدين . أمّابعدُ : فيقول الفقير إلى الله الغنيّ ، محمّد
بن الحسن ، الحُرّ العامليّ ، عامله الله بلطفه الخفيّ : لا شكّ أَنّ العلم أشرف الصفات وأفضلها ، وأعظمها مزيةً
وأكملها ، إذ هو الهادي من ظلمات الجهالة ، المنقذ من لُجَج الضلالة ، الذي توضَعُ لطالبه أَجنحةُ الملائكة الأبرار ، ويستغفرُ له الطير في الهواء والحيتان في البحار ، ويفضل نومُ حامله على عبادة العبّاد ، ومدادُه على دماء الشهداء يوم المعاد .
ولا ريبَ أنّ علم الحديث أشرف العلوم وأوثقها ، عند التحقيق ، بل منه يستفيد اكثرها ـ بل كلّها ـ صاحبُ النظر الدقيق ، فهي ببذل العمر النفيس فيه حقيق .
وكيف لا ؟ وهو مأخوذ عن المخصوصين بوجوب الاتّباع ، الجامعين لفنون العلم بالنصّ والإجماع ، المعصومين عن الخطأ والخطل ، المنزّهين عن الخلل والزلل .
فطوبىٰ لمن صرف فيه نفيس الأوقات ، وأنفق في تحصيله بواقي الأيّام والساعات ، وطوىٰ لأَجله وثيرَ مهاده ، ووجّه اليه وجهَ سعيهِ وجهاده ، ونأىٰ عمّا سواهُ بجانبه ، وكان عليه اعتماده في جميع مطالبه ، وجعله عمادَ قصده ، ونظام أمره ، وبذل في طلبه وتحقيقه جميع عمره ، فتنزّه (١) قلبه في بديع رياضه ، وارتوىٰ صداه من نمير حياضه ، واستمسك في دينه بأوثق الأسباب ، واعتصم بأقوال المعصومين عن الخطأ والارتياب .
وقد كنتُ كثيراً ما اُطالب فكري وقلمي ، وأستنهض عزماتي وهِمَمي ، الى تأليف كتاب كافل ببلوغ الأمل ، كافٍ في العلم والعمل ، يشتمل على أحاديث المسائل الشرعية ، ونصوص الأحكام الفرعية المرويّة في الكتب المعتمدة الصحيحة التي نصَّ على صحّتها علماؤُنا نصوصاً صريحة ، يكون مفزعاً لي في مسائل الشريعة ، ومرجعاً يهتدي به مَنْ شاء من الشيعة ،
__________________________
(١) كتب في هامش النسخة (ب) هُنا : يثير .
وأكون
شريكاً في ثواب كل من اقتبس من أنواره (١) ، واهتدىٰ بأعلامه ومناره ، واستضاء بشموسه وأَقماره . وأيّ كنز أعظم من ذلك الثواب المستمرّ
سببهُ وموجبه ـ إن شاء الله ـ الى يوم الحساب ؟! فإنّ مَنْ طالع كتب الحديث ، واطّلع على
مافيها من الأحاديث ، وكلام مؤلّفيها وجَدها لا تخلو من التطويل ، وبُعد التأويل ، وصعوبة التحصيل ، وتشتّت الأخبار ، واختلاف الاختيار ، وكثرة التكرار ، واشتمال الموسوم منها بالفقه على مالا يتضمن شيئاً من الأحكام الفقهيّة ، وخلّوه من كثير من أَحاديث المسائل الشرعيّة . وإنْ كانت بجملتها كافيةً لاُولي الأَلباب
، نافيةً للشك والارتياب ، وافيةً بمهمّات مقاصد ذوي الأَفهام ، شافيةً في تحقيق اُمّهات الأحكام . وكنتُ كلّما برح بي الشَغَفُ والغَرام ،
وهممتُ بالشروع في ذلك المرام ، تأمّلتُ مافيه من الخطب الجسيم ، والخطر العظيم ، فلم أزَلْ متوقّف الأَنظار ، لِما في ذلك الخاطِر من الأخطار . ودواعي الرغبة ـ في تهذيب العلم وتسهيل
العمل ـ لكامن العَزْم مثيرةٌ ، حتى استخَرْت الله ، فظهر الأمر به مراراً كثيرة . وتذكرت قول أميرالمؤمنين عليه السلام : إذا
هِبْتَ أمراً فَقَعْ فيه ، فإنَّ شدّة توقّيةِ أعظمُ (٢)
من الوقوع فيه . وقوله عليه السلام : قُرِنَت الهَيْبةُ
بالخَيْبة ، والحياءُ بالحِرْمان (٣)
. __________________________ (١) الى هنا كان في المرعشية ، ومن كلمة ( أنواره
) تبدأ نسخة مشهد وهي نسخة الأصل بخطّ المصنّف رحمه الله ، ورمزنا لها بـ (أ) . (٢) كذا صحّحه في نسخة مشهد ، وفي هامشه عن
نسخة : مما عراك . (٣) نهج البلاغة ٣ / ١٥٥ رقم ٢٠ .
وخِفْتُ أَن يكون الخاطر الذي عاقني عن هذا المهمّ من خطوات (٤) الشيطان ، لما فيه من عظيم النفع لي وللإخوان من أهل الإيمان .
فشرعتُ في جمعه ، لنفسي ، ولولدي ، ولمن أراد الاهتداء به من بعدي ، وبذلتُ في هذا المرام جهدي ، وأعملتُ فكري في تصحيحه وتهذيبه ، وتسهيل الأَخذ منه وإتقان ترتيبه .
ملتقطاً لجواهر تلك الأخبار من معادنها ، جامعاً لتلك النصوص الشريفة من مظانّها ، ناظماً لغوالي تلك اللآلئ في سلكٍ واحد ، مؤلّفاً بين شوارد هاتيك الفوائد الفرائد ، مُفْرداً لكل مسألةٍ باباً بقدر الإمكان ، متتبّعاً لِما ورد في هذا الشأن .
سواءٌ كان الحكم من المسائل الضرورية ، أم الأحكام النظرية ، إلّا أنّي لا أستقصي كلّ ما ورد في المسائل الضرورية والآداب الشرعية ، وإنّما أذكر في ذلك جملة من الأحاديث المرويّة ، لأنّ الضروريّ والنظريّ يختلف باختلاف الناظرين ، فما يكون ضرورياً عند قومٍ يكون نظرياً عند آخرين ، وليكون الرجوع الى أهل العصمة في كلّ ما تخاف فيه زلة أو وَصْمة ، والعمل بكلام الأئمة في جميع المطالب المهمّه تاركاً للاحاديث التي لا تتضمّن شيئاً من الأحكام ، وللأخبار المشتملة على الأدعية الطويلة ، والزيارات ، والخطب المنقولة عنهم عليهم السلام .
مستقصياً للفروع الفقهيّة ، والأحكام المرويّة ، والسنن الشرعيّة ، والآداب الدينيّة والدنيويّة ، وإنْ خرجتْ عمّا اشتملت عليه كتب فقه الإماميّة لما فيه من الحفظ لأحاديث المعصومين ، وجمع الأوامر والنواهي المتعلقة بأفعال المكلّفين ، وليكون الرجوع إليهم ـ لا إلى غيرهم ـ في اُمور الدنيا
__________________________
(٤) كذا فيهما .
والدين
. ولم أنقل فيه الأحاديث إلّا من الكتب
المشهورة المعوّل عليها ، التي لا تعمل الشيعة إلّا بها ، ولا ترجع إلّا إليها . مبتدئاً باسم مَنْ نقلتُ الأحاديث عن
كتابه . ذاكراً للطرق ، والكتب ، وما يتعلّق بها
في آخر الكتاب ، إبقاءاً للإشعار بأخذ الأخبار من تلك الكتب ، وحذراً من الإطناب ، مقتدياً في ذلك بالشيخ الطوسي ، والصدوق ابن بابويه القُميّ . وأخّرت أسانيدهما إلى آخر الكتاب ، لما
ذكرناه في هذا الباب . ولم أقتصر فيه على كتب الحديث الأربعة ،
وإن كانت أشهر ممّا سواها بين العلماء ، لوجود كتب كثيرة معتمَدة ، من مؤلّفات الثقات الأجلاء ، وكلّها مُتواترة النسبة الى مؤلّفيها ، لا يختلف العلماء ولا يشكّ الفضلاء فيها . وما أنقله من غير الكتب الأربعة اُصرّح
باسم الكتاب الذي أنقله منه ، وإن كان الحق عدم الفرق ، وأنّ التصريح بذلك مستغنىً عنه . فعليك بهذا الكتاب ( الكافي ) في ( تهذيب
) ( مَنْ لا يحضره الفقيه ) بـ ( محاسن ) ( الاستبصار ) الشافي من ( علل الشرائع ) أهْلَ ( التوحيد ) بدواء ( الاحتجاج ) مع ( قرب الإسناد ) الى ( طبّ الأئمة ) الأطهار ، السالك بـ ( الإخوان ) في ( نهج البلاغة ) الى رياض ( ثواب الأعمال ) و ( مجالس ) ( مدينة العلم ) ومناهل ( عيون الأخبار ) ، الهادي الى أشرف ( الخصال ) بـ ( مصباح ) ( كمال الدين ) و ( كشف الغمة ) عن أهل ( البصائر ) والأبصار . ومَنْ طالعه اطّلع على ما اتفق لجماعة
من الأصحاب في هذا الباب ، مثل : حكمهم على كثيرٍ من الروايات بأَنها
ضعيفة . مع وجودها بطرق اُخرى ، هي عندهم ـ
أيضاً ـ صحيحة .
ودعواهم في كثير من المسائل أنّها غير منصوصة .
مع ورودها في نصوص صريحة .
وحصرهم لأدلة بعض المسائل في حديث واحد ، أو أحاديث يسيرة .
مع كون النصوص عليها كثيرة .
ولم أذْكر في الجمع بين الأخبار وتأويلها إلّا الوجوه القريبة ، والتفسيرات الصادرة عن الأفكار المصيبة ، مع مراعاة التلخيص والاختصار ، حذراً من الإطالة والإكثار وسمّيته “ كتاب تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة » .
وأرجو من الله جزيل الثواب ، وأنْ يجعله من أكبر الذخائر ليوم الحساب .
وها أنا أشرعُ في المقصود ، مُستعيناً بالمَلِك المعبود ، مستمدّاً للتوفيق من واجب الوجود ، ومُفيض الكرم والجود .
فهرست
الكتاب إجمالاً أبواب مقدّمة العبادات . كتاب
الطهارة . كتاب
الصلاة . كتاب
الزكاة . كتاب
الخمس . كتاب
الصيام . كتاب
الاعتكاف . كتاب
الحجّ . كتاب
الجهاد . كتاب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . كتاب
التجارة . كتاب
الرهْن . كتاب
الحَجْر . كتاب
الضمان . كتاب
الصُلْح . كتاب
الشركة . كتاب
المُضاربة . كتاب
المُزارعة والمساقاة . كتاب
الوديعة . كتاب
العارية . كتاب
الإجارة .
|
كتاب الوكالة . كتاب الوقوف والصدقات . كتاب السكنىٰ والحَبيس . كتاب الهِبات . كتاب السبق والرماية . كتاب الوصايا . كتاب النكاح . كتاب الطلاق . كتاب الخُلْع والمُباراة . كتاب الظِهار . كتاب الإيلاء والكفّارات . كتاب اللعان . كتاب العتق . كتاب التدبير والمكاتبة والاستيلاد . كتاب الإقرار . كتاب الجُعالة . كتاب الأَيمان . كتاب النذر والعهد . كتاب الصيد والذبائح . كتاب الأطعمة والأشربة . كتاب الغَصْب . كتاب الشُفْعة . كتاب إحياء الموات . |
كتاب
اللُقطة . كتاب
الفرائض والمواريث . كتاب
القضاء . كتاب
الشهادات . كتاب
الحدود . كتاب
القصاص . كتاب
الديات . خاتمة
الكتاب . والله الموفّق للصواب ، ولْنَشْرع في
التفصيل ، سائلينَ من الله الهداية والتَسْهيل .
أبواب مقدمة العبادات ١ ـ باب وجوب العبادات الخمس : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد . [١] ١ ـ
محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه ، عن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عباس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : بني الإِسلام على خمس : على الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصوم ، والولاية ، الحديث . [٢] ٢ ـ
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعبدالله بن الصلت جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : بُني الإِسلام على خمسة أشياء : على الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصوم ، والولاية . قال زرارة : فقلت : وأي شيء من ذلك أفضل
؟ فقال : الولاية أفضل لأنَّها مفتاحهن ، والوالي هو الدليل عليهنّ ، قلت : ثم الذي يلي ذلك في __________________________ أبواب مقدمة العبادات الباب ١ فيه ٣٩ حديثاً . ١ ـ
الكافي ٢ : ١٥ / ٣ . ٢ ـ الكافي
٢ : ١٦ / صدر الحديث ٥ ، وتأتي قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب وفي الحديث ١ من الباب ١ من أبواب من يصح منه الصوم .
الفضل ؟ فقال : الصلاة ، قلت : ثم الذي يليها في الفضل ؟ قال : الزكاة لأنه قرنها بها ، وبدأ بالصلاة قبلها ، قلت : فالذي يليها في الفضل ؟ قال : الحجّ ، قلت : ماذا يتبعه ؟ قال : الصوم ، الحديث .
ورواه أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن عبدالله بن الصَّلت بالإِسناد المذكور (١) .
[٣] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ألا أخبرك بالإِسلام ، أصله وفرعه وذروة سنامه (١) ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : أما أصله فالصلاة ، وفرعه الزكاة ، وذروة سنامه الجهاد .
ثم قال : إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ، قلت : نعم ، قال : الصوم جُنّة ، الحديث .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن علي بن النعمان (٢) .
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن ابن رباط ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحوه (٣) .
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن علي بن النعمان ، مثله ، إلى قوله : الجهاد (٤) .
وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ،
__________________________
(١) المحاسن : ٢٨٦ / ٤٣٠ الّا انه رواه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
٣ ـ الكافي ٢ : ٢٠ / ١٥
(١) كذا صححه المصنف في الأصل ـ هنا وفيما يلي ـ لكن الموجود في المصادر كلها « وذروته وسنامه » في الموضعين .
(٢) المحاسن : ٢٨٩ / ٤٣٥ . |
(٣) التهذيب ٢ : ٢٤٢ / ٩٥٨ . |
(٤) الزهد : ١٣ / ٢٦ .
نحوه (٥) . ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب
، عن محمد بن يحيى (٦)
. ورواه الصدوق بإسناده عن علي بن عبد
العزيز (٧)
. ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الحسن
بن علي بن فضّال ، مثله (٨)
. [٤] ٤ ـ
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعاً ، عن صفوان ، عن عمرو بن حريث أنه قال لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ألا أقصّ عليك ديني ؟ فقال : بلى ، قلت : أدين الله بشهادة أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً ( رسول الله ) (١) ( صلى الله عليه وآله ) ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، والولاية ـ وذكر الأئمة ( عليهم السلام ) . فقال : يا عمرو ، هذا دين الله ودين
آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية ، الحديث . [٥] ٥ ـ
وعنه ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : بُني الإِسلام على خمسة أشياء : على الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصوم ، والولاية ، الحديث . __________________________ (٥) الكافي ٤ : ٦٢ / ٣ . (٦) التهذيب ٤ : ١٥١ / ٤١٩ . (٧) الفقيه ٢ : ٤٥ / ٢٠٠ . (٨) المحاسن : ٢٨٩ / ٤٣٤ . ٤ ـ
الكافي ٢ : ١٩ / ١٤ . (١) في المصدر : عبده ورسوله . ٥ ـ
الكافي ٤ : ٦٢ / ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب الصوم المندوب
.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (١) .
ورواه الصدوق مرسلاً (٢) .
[٦] ٦ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في جملة حديث ، قال : إن الله افترض على أمة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) خمس فرائض : الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحجّ ، وولايتنا .
أقول : الجهاد من توابع الولاية ولوازمها ، لما يأتي (١) ، ويدخل فيه الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .
[٧] ٧ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن العرزمي ، عن أبيه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أثافي (١) الإِسلام ثلاثة : الصلاة ، والزكاة ، والولاية ، لا تصحّ واحدة ( منها إلا بصاحبتها ) (٢) .
[٨] ٨ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إبراهيم بن محمد
__________________________
(١) التهذيب ٤ : ١٥١ / ٤١٨ .
(٢) الفقيه ٢ : ٤٤ / ١٩٦ .
٦ ـ الكافي ٨ : ٢٧٠ / ٣٩٩ ، وأورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب .
(١) يأتي في الحديث ١٧ من الباب ٤٢ من أبواب وجوب الحج وشرائطه والحديث ٢٤ من الباب ١ والحديث ١ من الباب ٥ والحديث ١ من الباب ٩ والحديث ٢ من الباب ١٠ والحديث ٩ من الباب ١٢ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه .
(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٤٩ من أبواب أحكام الملابس .
٧ ـ الكافي ٢ : ١٥ / ٤ .
(١) الأثافي ، واحدها الأثفية : ما يوضع عليه القدر ( لسان العرب ١٤ : ١١٣ ) .
(٢) في المصدر : منهنّ إلّا بصاحبتيها .
٨ ـ الكافي ٢ : ١٤ / ١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب التيمّم .
الثقفي
، عن محمد بن مروان جميعاً ، عن أبان بن عثمان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله أعطى محمداً ( صلى الله عليه
وآله ) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ـ إلى أن قال ـ ثم افترض عليه فيها الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، وزاده الوضوء ، وأحلّ له المغنم والفيء (١)
، وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً ، وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم (٢)
، الحديث . ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبي
إسحاق الثقفي ، عن محمد بن مروان ، مثله (٣)
. [٩] ٩ ـ
وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عجلان أبي صالح قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) أوقفني على حدود الإِيمان ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والإِقرار بما جاء (١) من عند الله ، وصلاة الخمس ،
وأداء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وولاية وليِّنا ، وعداوة عدونا ، والدخول مع الصادقين . [١٠] ١٠
ـ وعن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد الزيادي ، عن الحسن بن علي الوشاء ، قال : حدّثنا أبان بن عثمان ، عن الفضيل ، عن أبي __________________________ (١) الفيء : الغنيمة ، وهو ما
حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد ( لسان العرب ١ : ١٢٦ ) . (٢) المراء فكاك الأسرى
واستنقاذهم من الأسر بالمال أو مبادلتهم برجال آخرين ( راجع مجمع البحرين ١ : ٣٢٨ ولسان العرب ١٥ : ١٥٠) . (٣) المحاسن : ٢٨٧ / ٤٣١ . ٩ ـ
الكافي ٢ : ١٥ / ٢ . (١) في المصدرزيادة : به . ١٠ ـ
الكافي ٢ : ١٥ / ١ .
حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : بُني الإِسلام على خمس : على الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والولاية ، ولم يناد بشيء ما (١) نودي بالولاية .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (٢) .
وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، مثله (٣) .
[١١] ١١ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن مُثنَّى الحنّاط ، عن عبدالله بن عجلان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : بُني الإِسلام على خمس (١) : الولاية ، والصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج .
[١٢] ١٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعته يسأل أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الدين الذي افترض الله عزوجل على العباد ، ما لا يسعهم جهله ، ولا يقبل منهم غيره ، ما هو ؟ فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ، وصوم شهر رمضان ، والولاية ، الحديث .
[١٣] ١٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ،
__________________________
(١) في المصدر : كما .
(٢) المحاسن : ٢٨٦ / ٤٢٩ .
(٣) الكافي ٢ : ١٧ / ٨ بزيادة في ذيله : يوم الغدير .
١١ ـ الكافي ٢ : ١٧ / ٧ .
(٤) في المصدر زيادة : دعائم .
١٢ ـ الكافي ٢ : ١٨ / ١١ .
١٣ ـ الكافي ٢ : ٢٠ / ٤ .
عن
سفيان بن السمط ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : الإِسلام هو الظاهر الذي عليه الناس ، شهادة أن لا إله إلا الله (١) ، وأن محمداً ( رسول الله ) (٢) ( صلى الله عليه وآله ) ، وإقام
الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان ، فهذا الإِسلام . [١٤] ١٤
ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، جميعاً عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث الإِسلام والإِيمان ـ قال : واجتمعوا على الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، فخرجوا بذلك من الكفر ، وأضيفوا إلى الإِيمان . [١٥] ١٥
ـ وعن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن آدم بن إسحاق ، عن عبد الرزاق بن مهران ، عن الحسين بن ميمون ، عن محمد بن سالم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : بُني الإِسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة
، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان . [١٦]
١٦ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : إنّ الشيعة لو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا ، ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا ، ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا . [١٧] ١٧
ـ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، بإسناده عن سليمان بن خالد __________________________ (١) في المصدر زيادة : وحده
لا شريك له . (٢) في المصدر : عبده ورسوله . ١٤ ـ
الكافي ٢ : ٢٢ / ٥ . ١٥ ـ
الكافي ٢ : ٢٦ / ١ ، وتأتي قطعة منه في الحديث ١٤ من الباب ٢ من هذه الأبواب . ١٦ ـ
الكافي ٢ : ٣٢٦ / ١ . ١٧ ـ
الفقيه ١ : ١٣١ / ٦١٢ ( وفيه : قال سليمان بن خالد للصادق : جعلت فدىً لك ، أخبرني
. . . ) .
قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : أخبرني عن الفرائض التي فرض الله على العباد ، ما هي ؟ قال : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمداً رسول الله ، وإقام الصلوات الخمس ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان ، والولاية ، فمن أقامهنّ ، وسدّد ، وقارب ، واجتنب كلّ مسكر (١) ، دخل الجنة .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن عبدالله بن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، مثله (٢) .
[١٨] ١٨ ـ قال ابن بابويه : وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : بُني الإِسلام على خمسة أشياء : على الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، والولاية .
[١٩] ١٩ ـ قال : وخطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم الفطر فقال : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ـ إلى أن قال ـ وأطيعوا الله فيما فرض عليكم وأمركم به ، مِن إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم شهر رمضان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
[٢٠] ٢٠ ـ وفي كتاب ( المجالس ) ، وكتاب ( صفات الشيعة ) وكتاب ( التوحيد ) وكتاب ( إكمال الدين ) : عن علي بن أحمد بن موسى الدقّاق (١) ، وعلي بن عبد الله الورّاق جميعاً ، عن محمّد بن هارون ، عن أبي تراب
__________________________
(١) في المصدر : منكر ، وهو الأنسب .
(٢) المحاسن : ٢٩٠ / ٤٣٧ وفيه أيضاً : منكر .
١٨ ـ الفقيه ٢ : ٤٤ / ١٩٦ .
١٩ ـ الفقيه ١ : ٣٢٥ / ١٤٨٦ .
٢٠ ـ أمالي الصدوق : ٢٧٨ / ٢٤ ، صفات الشيعة : ٤٨ / ٦٨ ، التوحيد : ٨١ / ٣٧ ، إكمال الدين : ٣٧٩ / ١ .
(١) في هامش الأصل المخطوط : « في التوحيد : علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق » ، « منه قدّه » .