محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-09-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٦٧
عن ابن فضّال ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الصدقة بالليل تدفع ميتة السوء ، وتدفع سبعين نوعاً من البلاء.
[ ١٢٣٣٣ ] ٤ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمّد (١) ، عن أبان الأحمر ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول : صدقة الليل تطفئ غضب الربّ.
[ ١٢٣٣٤ ] ٥ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن القاسم الأسترآبادي عن علي بن محمّد بن يسار (١) ، عن محمّد بن يزيد المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : رأى الزهري علي بن الحسين عليهالسلام ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي ، فقال له : يا بن رسول الله ، ما هذا ؟ قال : اُريد سفراً أعدّ له زاداً أحمله إلى موضع حريز ، فقال الزهري : فهذا غلامي يحمله عنك ، فأبى ، قال : أنا أحمله عنك فإني اُرفعك عن حمله ، فقال علي بن الحسين. لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري ويحسن ورودي على ما أرد عليه ، أسألك بحقّ الله لما مضيت لحاجتك وتركتني ، فانصرف عنه ، فلمّا كان بعد أيّام قال له : يا بن رسول الله ، لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً ، قال : بلى يا زهري ، ليس ما ظننت ولكنه الموت ، وله كنت أستعد ، إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام ، وبذل الندىٰ (٢) والخير.
__________________
٤ ـ ثواب الأعمال : ١٧٢ / ٢ ، وأورد نحوه في الحديث ٥ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.
(١) في نسخة : الحسن بن مخلد ( هامش المخطوط ) وفي المصدر : الحسين بن مخلد.
٥ ـ علل الشرائع : ٢٣١ / ٥.
(١) في المصدر : علي بن محمد بن سيار.
(٢) الندى : الجود والكرم ( مجمع البحرين ـ ندى ـ ١ : ٤١٢ ).
[ ١٢٣٣٥ ] ٦ ـ وعن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن إسماعيل بن منصور ، عن بعض أصحابنا قال : لمّا وضع علي بن الحسين عليهالسلام على السرير ليُغسّل نُظر إلى ظهره وعليه مثل ركب الإِبل ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.
[ ١٢٣٣٦ ] ٧ ـ وعنه ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي حمزة الثمالي ـ في حديث ـ قال : وكان علي بن الحسين عليهالسلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ، ثمّ يناول من يخرج إليه ، فلمّا مات علي بن الحسين عليهالسلام فقدوا ذلك فعلموا أنّ علي بن الحسين عليهالسلام الذي كان يفعل ذلك.
[ ١٢٣٣٧ ] ٨ ـ وفي ( الخصال ) بإسناده عن علي عليهالسلام ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : تصدّقوا بالليل فإنّ صدقة الليل تطفئ غضب الربّ ، أنفقوا ممّا رزقكم الله فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، فمن أيقن بالخلف جاد وسخت نفسه بالنفقة ، داووا مرضاكم بالصدقة ، حصّنوا أموالكم بالزكاة ، التقدير نصف العيش ، الهم نصف الهرم ، ما عال امرؤ اقتصد ، ولا تصلح الصنيعة إلاّ عند ذي حسب أو دين ، لكل شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيله ، من أيقن بالخلف جاد بالعطية ، استنزلوا الرزق بالصدقة ، ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء.
__________________
٦ ـ علل الشرائع : ٢٣١ / ٦.
٧ ـ علل الشرائع : ٢٣١ / ٨ ، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة.
٨ ـ الخصال : ٦١٩ ، ٦٢٠.
[ ١٢٣٣٨ ] ٩ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن أبي إسحاق قال : كان لعليّ عليهالسلام أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا علي ما حملك على ما صنعت ؟ قال : إنجاز موعود الله ، فأنزل الله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) (١) الآيات.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
|
١٥ ـ باب استحباب الصدقة في الأوقات الشريفة كيوم الجمعة ويوم عرفة وشهر رمضان |
|
[ ١٢٣٣٩ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد ابن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبد الله بن سنان قال : أتى سائل أبا عبد الله عليهالسلام عشية الخميس فسأله فردّه ثمّ التفت إلى جلسائه فقال : أما إنّ عندنا ما نتصدّق عليه ، ولكنّ الصدقة يوم الجمعة تضاعف أضعافاً.
[ ١٢٣٤٠ ] ٢ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبد الله بن سليمان قال : كان أبو جعفر عليهالسلام إذا كان يوم عرفة لم يردّ سائلاً.
__________________
٩ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٥٠٢.
(١) البقرة ٢ : ٢٧٤.
(٢) تقدم في الأبواب ١ ، ١٢ ، ١٣ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الأبواب ١٧ من هذه الأبواب.
الباب ١٥
فيه ٣ أحاديث
١ ـ ثواب الأعمال : ١٧٢ / ٢٣.
٢ ـ ثواب الأعمال : ١٧١ / ٢١.
ورواه في ( الفقيه ) مرسلاً (١).
[ ١٢٣٤١ ] ٣ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن عمر بن إبراهيم ، عن خلف بن حمّاد ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من تصدّق في شهر رمضان بصدقة صرف الله عنه سبعين نوعاً من (١) البلاء.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الجمعة وغيرها (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الصوم وغيره (٣).
|
١٦ ـ باب استحباب المبادرة بالصدقة في الصحّة قبل مرض الموت |
|
[ ١٢٣٤٢ ] ١ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن ابن بشران ، عن إسماعيل بن محمّد الصفار (١) ، عن الحسن بن عرفة العبدي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي
__________________
(١) الفقيه ٢ : ١٣٧ / ٥٨٦.
٣ ـ ثواب الأعمال : ١٧١ / ١٩.
(١) في نسخة زيادة : أنواع ( هامش المخطوط ).
(٢) تقدم في الحديثين ١٥ و ١٦ من الباب ٣٩ ، وفي الحديثين ١٤ ، ٢١ من الباب ٤٠ ، وفي الباب ٥٥ ، وفي الحديث ١ من الباب ٥٦ من أبواب صلاة الجمعة ، وفي الباب ١ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الأحاديث ٥ ، ١٩ ، ٢٠ ، ٢٣ ، ٢٦ ، ٢٩ من الباب ١٨ من أبواب أحكام شهر رمضان ، وفي الحديث ٩ من الباب ٢١ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٢ من أبواب العتق.
الباب ١٦
فيه حديثان
١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٢.
(١) في نسخة زيادة : عن محمّد بن عيسى العطار ، ( هامش المخطوط ).
زرعة ، عن أبي هريرة قال : سُئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيّ الصدقة أفضل ؟ قال : أن تصدّق وأنت صحيح سجيح (٢) تأمل البقاء وتخاف الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا ولفلان كذا ، أَلا وقد كان لفلان.
[ ١٢٣٤٣ ] ٢ ـ محمّد بن إدريس في ( آخر السرائر ) نقلاً من رواية أبي القاسم ابن قولويه ، عن عنبسة العابد قال : قال رجل لأبي عبد الله عليهالسلام : اُوصني ، فقال : أعد جهازك ، وقدّم زادك ، وكن وصيّ نفسك ، ولا تقل لغيرك يبعث إليك بما يصلحك.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا (٢) ، وفي الوصايا (٣).
١٧ ـ باب كراهة ردّ السائل الذَكر بالليل
[ ١٢٣٤٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا
__________________
(٢) السجيح : الحسن المعتدل ( القاموس ـ سجح ـ ١ : ٢٢٧ ) وفي المصدر : الشحيح.
٢ ـ السرائر : ٤٩١ ، وأورده عن التهذيب والكافي في الحديث ١ من الباب ٩٨ من أبواب الوصايا.
(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ١ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٤ ، وفي الباب ٩ ، وفي الحديث ٥ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الأبواب الآتية.
(٣) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٤ ، وفي الباب ٧ من أبواب الوصايا.
الباب ١٧
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٤ : ٨ / ٢.
طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردّوه.
ورواه الصدوق مرسلاً (١).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
|
١٨ ـ باب استحباب اختيار الصدقة على المؤمن على ما سواها من العبادات المندوبة |
|
[ ١٢٣٤٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن سنان ـ في حديث ـ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن ، وهي تقع في يد الربّ تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد.
ورواه الصدوق مرسلاً (١).
[ ١٢٣٤٦ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٣٨ / ١٦٣.
(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤ ، وفي الحديثين ٥ ، ٧ من الباب ٩ ، وفي البابين ١٣ ، ١٤ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في البابين ٢٢ ، ٤٣ من هذه الأبواب.
الباب ١٨
فيه ٣ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٣ / ٥ ، والتهذيب ٤ : ١١٢ / ٣٣١ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٣ من هذه الأبواب.
(١) الفقيه ٢ : ٣٧ / ١٥٦.
٢ ـ الكافي ٤ : ٨ / ٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١٢ ، واُخرى في الحديث ٢ من الباب ١٤ ، واُخرى في الحديث ١ من الباب ١٩ ، وأورده عن تفسير العياشي في الحديث ٥ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.
ابن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : إنّ الله لم يخلق شيئاً إلاّ وله خازن يخزنه إلاّ الصدقة ، فإنّ الربّ يليها بنفسه ، وكان أبي إذا تصدّق بشيء وضعه في يد السائل ثمّ ارتدّه منه فقبّله وشمّه ثمّ ردّه في يد السائل.
ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه مثله (١).
[ ١٢٣٤٧ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ما من شيء إلاّ وقد وكّلت (١) به من يقبضه غيري إلاّ الصدقة فإنّي أتلقّفها بيدي تلقّفاً ... الحديث.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الحديث الأوّل.
ورواه الكشّي كما مرّ (٣).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٥).
__________________
(١) ثواب الأعمال : ١٧٣ / ٢.
٣ ـ الكافي ٤ : ٤٧ / ٦ ، وأورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٧ من هذه الأبواب.
(١) في التهذيب : كفلت ( هامش الخطوط ).
(٢) التهذيب ٤ : ١٠٩ / ٣١٧.
(٣) مرّ في الحديث ٧ من الباب ٧ من هذه الأبواب.
(٤) تقدم في الباب ٢ من هذه الأبواب.
(٥) يأتي في الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٢ من أبواب فعل المعروف.
|
١٩ ـ باب استحباب الصدقة ولو على غير المؤمن حتى دواب البرّ والبحر ، وعلى الذمّي عند ضرورته كشدّة العطش |
|
[ ١٢٣٤٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ أنّه خرج ومعه جراب من خبز فأتينا ظلّة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين (١) حتى أتى على آخرهم ثمّ انصرفنا ، فقلت : جعلت فداك ، يعرف هؤلاء الحقّ ؟ فقال : لو عرفوه لواسيناهم بالدقّة. والدقّة هي الملح ـ إلى أن قال ـ إنّ عيسى بن مريم عليهالسلام لما مرّ على شاطيء البحر رمى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته ، لم فعلت هذا وإنّما هو (٢) من قوتك ؟ قال : فقال : فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٣).
ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) ، عن أبيه ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه مثله (٤).
__________________
الباب ١٩
فيه ٦ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٨ / ٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١٢ وفي الحديث ٢ من الباب ١٤ ، وفي الحديث ٢ من الباب ١٨ من هذه الأبواب.
(١) في الثواب زيادة : تحت ثوب كل واحد منهم ( هامش المخطوط ).
(٢) في التهذيب زيادة : شيء ( هامش المخطوط ).
(٣) التهذيب ٤ : ١٠٥ / ٣٠٠.
(٤) ثواب الأعمال : ١٧٣ / ٢.
[ ١٢٣٤٩ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن ضريس بن عبد الملك ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى يحبّ إبراد الكبد الحرّى ، ومن سقى كبداً حرّى من بهيمة وغيرها أظلّه الله يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه.
ورواه الصدوق مرسلاً (١).
[ ١٢٣٥٠ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم ، عن مصادف قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام بين مكّة والمدينة فمررنا على رجل في أصل شجرة وقد ألقىٰ بنفسه ، فقال : مل بنا إلى هذا الرجل فإنّي أخاف أن يكون قد أصابه عطش ، فملنا إليه فإذا رجل من الفراشين (١) ، طويل الشعر ، فسأله أعطشان أنت ؟ فقال : نعم ، فقال لي : انزل يا مصادف فاسقه ، فنزلت وسقيته ثمّ ركبت وسرنا (٢) فقلت : هذا نصراني ، أفتتصدق على نصراني ؟ فقال : نعم إذا كانوا في مثل هذا (٣) الحال.
[ ١٢٣٥١ ] ٤ ـ علي بن عيسى في ( كشف الغمّة ) نقلاً من كتاب ( الدلائل ) لعبد الله بن جعفر الحميري ، عن علي بن الحسين عليهالسلام إنّه كان في سفر يتغذّى وعنده رجل ، فأقبل غزال في ناحية يتقمّم ، وكانوا يأكلون على سفرة في ذلك الموضع ، فقال له علي بن الحسين ( عليه
__________________
٢ ـ الكافي ٤ : ٥٨ / ٦ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب.
(١) الفقيه ٢ : ٣٦ / ١٥٠.
٣ ـ الكافي ٤ : ٥٧ / ٤.
(١) في المصدر : الفراسين ، وقد كتب في المخطوط على نقاط الشين علامة نسخة.
(٢) زيادة من بعض النسخ ( هامش المخطوط ).
(٣) في نسخة : هذه ( هامش المخطوط ).
٤ ـ كشف الغمة ٢ : ١٠٩.
السلام ) : ادن فكل فأنت آمن ، فدنا الغزال فأقبل يتقمّم من السفرة ... الحديث.
[ ١٢٣٥٢ ] ٥ ـ وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ أبي خرج إلى ماله ومعه ناس من مواليه وغيرهم ، فوضعت المائدة لنتغدى وجاء ظبي ، وكان قريباً منه ، فقال : يا ظبي ، أنا علي بن الحسين واُمّي فاطمة ، هلمّ إلى الغداء ، فجاء الظبي حتى أكل معهم ما شاء الله أن يأكل ... الحديث.
[ ١٢٣٥٣ ] ٦ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه ، أنّ علياً عليهالسلام كان يقول : لا يذبح نسككم إلاّ أهل ملّتكم ، ولا تصدّقوا بشيء من نسككم إلاّ على المسلمين ، وتصدّقوا بما سواه غير الزكاة على أهل الذمّة.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا عموماً (٢) ، وفي الأطعمة عموماً وخصوصاً (٣).
__________________
٥ ـ كشف الغمة ٢ : ١٠٩.
٦ ـ التهذيب ٩ : ٦٧ / ٢٨٤ ، وأورده في الحديث ٢٩ من الباب ٢٧ من أبواب الذبائح.
(١) تقدم في الباب ١ وفي الحديثين ٢ و ٣ من الباب ١٨ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في البابين ٢١ ، ٤٩ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الباب ٢٠ من أبواب فعل المعروف ، وفي الأحاديث ٦ و ٧ و ٨ و ٩ من الباب ٤٣ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٤٤ من أبواب آداب المائدة.
|
٢٠ ـ باب تأكّد استحباب الصدقة على ذي الرحم والقرابة ولو كاشحاً * ، وحكم من أراد الصدقة بشيء على شخص ثم أراد العدول عنه |
|
[ ١٢٣٥٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سُئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيّ الصدقة أفضل ؟ قال : على ذي الرحم الكاشح.
ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم مثله (١).
[ ١٢٣٥٥ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، وصلة الإِخوان بعشرين ، وصلة الرحم بأربعة وعشرين.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (١) ، وكذا الذي قبله.
ورواه الصدوق مرسلاً (٢) ، وكذا الذي قبله.
__________________
الباب ٢٠
فيه ٧ أحاديث
* ـ الكاشح : الذي يضمر لك العداوة ( القاموس المحيط ـ كشح ـ ١ : ٢٤٥ ).
١ ـ الكافي ٤ : ١٠ / ٢ ، والتهذيب ٤ : ١٠٦ / ٣٠١ ، والفقيه ٢ : ٣٨ / ١٦٥ ، والمقنعة : ٤٣ ، وأورده عن المقنعة في الحديث ٥ من الباب ١٥ من أبواب المستحقين للزكاة.
(١) ثواب الأعمال : ١٧١ / ١٨.
٢ ـ الكافي ٤ : ١٠ / ٣ ، وأورده عن المقنعة في الحديث ٦ من الباب ١٥ من أبواب المستحقين للزكاة.
(١) التهذيب ٤ : ١٠٦ / ٣٠٢.
(٢) الفقيه ٢ : ٣٨ / ١٦٤.
ورواهما المفيد في ( المقنعة ) أيضا مرسلاً (٣).
[ ١٢٣٥٦ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من وصل قريباً بحجّة أو عمرة كتب الله له حجّتين وعمرتين ، وكذلك من حمل عن حميم يضاعف الله له الأجر ضعفين.
[ ١٢٣٥٧ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال عليهالسلام : لا صدقة وذو رحم محتاج.
[ ١٢٣٥٨ ] ٥ ـ وبإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ـ في حديث المناهي ـ قال : ومن مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مائة شهيد ، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة ، ومُحيَ عنه أربعون ألف سيّئة ، ورُفعَ له من الدرجات مثل ذلك ، وكان كأنّما عبد الله عزّ وجلّ مائة سنة صابراً محتسباً.
[ ١٢٣٥٩ ] ٦ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سُئل عن الصدقة ، على مَن يسأل على الأبواب ، أو يمسك ذلك عنهم ويعطيه ذوي قرابته ؟ قال : لا ، بل يبعث بها إلى من بينه وبينه قرابة فهذا أعظم للأجر.
__________________
(٣) المقنعة : ٤٣.
٣ ـ الكافي ٤ : ١٠ / ١.
٤ ـ الفقيه ٢ : ٣٨ / ١٣.
٥ ـ الفقيه ٤ : ٩ / ١.
٦ ـ ثواب الأعمال : ١٧١ / ٢٠.
[ ١٢٣٦٠ ] ٧ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن صاحب الزمان عليهالسلام أنّه كتب إليه يسأله عن الرجل ينوي إخراج شيء من ماله وأن يدفعه إلى رجل من إخوانه ثمّ يجد في أقربائه محتاجاً ، أيصرف ذلك عمّن نواه له إلى قرابته ؟ فأجاب عليهالسلام : يصرفه إلى أدناهما وأقربهما من مذهبه ، فإنّ ذهب إلى قول العالم عليهالسلام : لا يقبل الله الصدقة وذو رحم محتاج ، فليقسّم بين القرابة وبين الذي نوى حتى يكون قد أخذ بالفضل كلّه.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في مستحقّ الزكاة (١) الفطرة (٢) وغير ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).
|
٢١ ـ باب جواز الصدقة على المجهول الحال بالقليل ، واستحبابها على من وقعت له الرحمة في القلب ، وعدم جواز الصدقة على من عرف بالنصب أو نحوه |
|
[ ١٢٣٦١ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفّار ، عن علي بن بلال ( قال : كتبت إليه أسأله هل يجوز أن أدفع زكاة المال والصدقة إلى محتاج
__________________
٧ ـ الاحتجاج : ٤٩١.
(١) تقدم في البابين ١٥ ، ٢٧ من أبواب المستحقين للزكاة.
(٢) تقدم في الباب ١٥ من أبواب زكاة الفطرة.
(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٨ من هذه الأبواب.
(٤) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب ، وفي الأبواب ١٧ ، ١٨ ، ١٩ من أبواب النفقات.
الباب ٢١
فيه ١٠ أحاديث
١ ـ التهذيب ٤ : ٥٣ / ١٤٠ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب المستحقين للزكاة.
غير أصحابي ) ؟ فكتب : لا تعط الصدقة والزكاة إلاّ أصحابك (٢).
[ ١٢٣٦٢ ] ٢ ـ وعنه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عمر ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : سألته عن الصدقة على النصّاب وعلى الزيدية ؟ فقال : لا تصدّق عليهم بشيء ، ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال : الزيدية هم النصّاب.
[ ١٢٣٦٣ ] ٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : اُطعم سائلاً لا أعرفه مسلماً ؟ قال : نعم أعط من لا تعرفه بولاية ولا عداوة للحقّ ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) ولا تُطعم من نصب لشيء من الحقّ أو دعا إلى شيء من الباطل.
[ ١٢٣٦٤ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه سُئل عن السائل يسأل ولا يدرى ما هو ؟ فقال : أعط من وقعت في قلبك له الرحمة (١) فقال : أعطِ دون الدرهم ؟ قلت أكثر ما يعطى ؟ قال : أربعة دوانيق.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الذي قبله.
__________________
(١) في نسخة : كتب اليه يساله عن الزكاة والصدقة ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة : لأصحابك ( هامش المخطوط ).
٢ ـ التهذيب ٤ : ٥٣ / ١٤١ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٥ من أبواب المستحقين للزكاة.
٣ ـ الكافي ٤ : ١٣ / ١ ، والتهذيب ٤ : ١٠٧ / ٣٠٦ ، والمقنعة : ٤٣.
(١) البقرة ٢ : ٨٣.
٤ ـ الكافي ٤ : ١٤ / ٢.
(١) كذا في الاصل ، لكن في المخطوط : ( له في قلبك الرحمة ) وكتب على كلمة ( له ) في الهامش : « موضع له » واظن انه اشارة الى اختلاف المخطوط لما في الاصل في مكان ( له ) من الجملة.
(٢) التهذيب ٤ : ١٠٧ / ٣٠٧.
ورواه الصدوق مرسلاً (٣).
ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً نحوه (٤) ، وكذا الذي قبله.
[ ١٢٣٦٥ ] ٥ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع أو غيره ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصدقة على أهل البوادي والسواد ؟ فقال : تصدّق على الصبيان والنساء والزمنىٰ والضعفاء والشيوخ ، وكان ينهى عن اُولئك المجانين (١) يعني أصحاب الشعور.
[ ١٢٣٦٦ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الصلت ، عن زرعة ، عن منهال القصّاب قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : أعط الكبير والكبيرة ، والصغير والصغيرة ، ومَن وقعت له في قلبك رأفة (١) ، وإيّاك وكلّ ، وقال : بيده وهزّها.
[ ١٢٣٦٧ ] ٧ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ، عن عمرو بن أبي نصر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ أهل البوادي (١) يقتحمون علينا وفيهم اليهود والنصارى والمجوس فنتصدّق عليهم ؟ قال : نعم.
__________________
(٣) الفقيه ٢ : ٣٩ / ١٦٩.
(٤) المقنعة : ٤٣.
٥ ـ الكافي ٤ : ١٤ / ١.
(١) في الهامش المخطوط عن نسخة ( الجمّانين ) وكتب الى جنبها : الجمة : بالضم مجمع شعر الرأس وهي أكثر من الوفرة ويقال للرجل الطويل الجمة : جماني علىٰ غير قياس ( الصحاح ـ جمم ـ ٥ : ١٨٩٠ ).
٦ ـ الكافي ٤ : ١٤ / ٢.
(١) في نسخة : رحمة ( هامش المخطوط ).
٧ ـ الكافي ٤ : ١٤ / ٣.
(١) في المصدر : السواد.
أقول : المراد مع الجهل بحال السائل منهم كما هو ظاهر.
[ ١٢٣٦٨ ] ٨ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( مسائل الرجال ) : رواية أحمد بن محمّد الجوهري وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً ، عن محمّد بن علي بن عيسى قال : كتبت إليه ـ يعني : علي بن محمّد الهادي عليهالسلام ـ أسأله عن المساكين الذين يقعدون في الطرقات من الحرائم (١) والسايسين (٢) وغيرهم ، هل يجوز التصدّق عليهم قبل أن أعرف مذهبهم ؟ فأجاب من تصدّق على ناصب فصدقته عليه لا لَهُ ، لكن على من لا يعرف مذهبه وحاله فذلك أفضل وأكبر ، ومن بعد فمن ترقّقتَ عليه ورحمته ولم يمكن استعلام ما هو عليه لم يكن بالتصدّق عليه بأس إن شاء الله.
[ ١٢٣٦٩ ] ٩ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ـ في حديث ـ أنّه سمع علي بن الحسين عليهالسلام يقول لمولاة له : لا يعبر على بابي سائل إلاّ أطعمتموه فإنّ اليوم يوم الجمعة ، قلت : ليس كلّ من يسأل مستحقّاً ، فقال : يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقّاً فلا نطعمه ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله ، أطعموهم ... الحديث.
[ ١٢٣٧٠ ] ١٠ ـ وعنه ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن
__________________
٨ ـ مستطرفات السرائر : ٦٨ / ١٥. وفي مطبوعة المصدر تصحيف حيث جعل المسؤول هو الامام موسى الكاظم عليهالسلام ، بينما عنوان المكاتبات الى الامام الهادي عليهالسلام.
(١) في نسخة : الحرائرة ( هامش المخطوط ) وفي المصدر : الجزايرة.
(٢) سايسين : يقال بنو ساسا للسّؤال ( لسان العرب ـ سيس ـ ٦ : ١٠٩ ).
٩ ـ علل الشرائع : ٤٥ / ١.
١٠ ـ علل الشرائع : ٥٩٩ / ٤٨.
أبي عبد الله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن حرب ، عن شيخ من بني أسد يقال له : عمرو ، عن ذريح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أصاب بعيراً لنا علّة ونحن في ماء لبني سليم ، فقال الغلام لأبي عبد الله عليهالسلام : يا مولاي ، أنحره ، قال : لا ، سر (١) ، فلمّا سرنا أربعة أميال قال : يا غلام ، انزل فانحره ، ولآن تأكله السباع أحبّ إليّ من أن تأكله الأعراب.
أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك (٢).
|
٢٢ ـ باب كراهة ردّ السائل ولو ظنّ غناه بل يعطيه شيئاً ولو يسيراً أو يعده به ، فإن لم يجد شيئاً ردّه ردّاً جميلاً |
|
[ ١٢٣٧١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : أعط السائل ولو كان على ظهر فرس.
[ ١٢٣٧٢ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليهالسلام ـ في حديث ـ : لو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردّ أحدٌ أحداً.
__________________
(١) في نسخة : لا تلبث ( هامش المخطوط ) وفي المصدر : لا تريث.
(٢) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٥ ، وفي الحديث ٦ من الباب ٧ ، وفي الباب ١٦ من أبواب المستحقين للزكاة ، وفي الحديث ١ من الباب ٢ من أبواب مكان المصلي ، وفي الحديث ٢ في الباب ١٢ من أبواب احكام المساكن.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب ، وفي البابين ٣ ، ٥ من أبواب فعل المعروف.
الباب ٢٢
فيه ١٢ حديثاً
١ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ٢ ، والفقيه ٢ : ٣٩ / ١٧١ ، والتهذيب ٤ : ١١٠ / ٣٢١.
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٠ / ٢ ، والفقيه ٢ : ٤١ / ١٨٣.
[ ١٢٣٧٣ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تقطعوا على السائل مسألته ، فلولا أنّ المساكين يكذبون ما أفلح من ردّهم.
ورواه الصدوق مرسلاً (١) ، وكذا الذي قبله ، وكذا الأوّل.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الأوّل.
[ ١٢٣٧٤ ] ٤ ـ وعن علي بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : ما منع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سائلاً قط ، إن كان عنده أعطى وإلاّ قال : يأتي الله به.
[ ١٢٣٧٥ ] ٥ ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمد (١) ، عن بعض أصحابنا ، عن أبان ، عن معاوية بن عمّار ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ إبراهيم عليهالسلام كان أبا أضياف ، فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه ... الحديث ، وفيه أنّ جبرئيل جاء إليه فقال : أرسلني ربّك إلى عبد من عبيده يتّخذه خليلاً ، قال إبراهيم عليهالسلام : فأعلمني من هو أخدمه حتى أموت ؟ قال : فأنت هو ، قال : وبم (٢) ذلك ؟ قال : لأنّك لم تسأل أحداً شيئاً قطّ ، ولم تُسأل شيئاً قطّ
__________________
٣ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ١.
(١) الفقيه ٢ : ٣٩ / ١٧٢.
(٢) التهذيب ٤ : ١١٠ / ٣٢٠.
٤ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ٥.
٥ ـ الكافي ٤ : ٤٠ / ٦.
(١) في المصدر : أحمد بن محمد.
(٢) في نسخة : ومم ( هامش المخطوط ).
فقلت : لا.
[ ١٢٣٧٦ ] ٦ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تردّوا السائل ولو بظلف محرق (١).
[ ١٢٣٧٧ ] ٧ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن الوصّافي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى عليهالسلام (١) قال : يا موسى ، أكرم السائل ببذلٍ يسير أو بردٍّ جميل لأنّه (٢) يأتيك من ليس بإنس ولا جانّ ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خوّلتك ، ويسألونك عمّا (٣) نوّلتك ، فانظر كيف أنت صانع يا بن عمران ؟.
ورواه الصدوق بإسناده عن الوصّافي مثله (٤).
[ ١٢٣٧٨ ] ٨ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ إنّ سائلاً جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسأل ، فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أصحابه فأعطاه رجل منهم مروداً (١) من تِبر ، فقال الرجل :
__________________
٦ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ٦.
(١) فيه إشعار باباحة اكل الظلف المحرق وليس بصريح في ذلك ( منه هامش المخطوط ) ، وفي المصدر : محترق. والظلف للبقرة والشاة والظبي كالحافر للفرس ( مجمع البحرين ـ ظلف ـ ٥ : ٩٢ ).
٧ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ٣.
(١) في الفقيه زيادة : أن ( هامش المخطوط ).
(٢) في الفقيه : أنه ( هامش المخطوط ).
(٣) في الفقيه : ممّا ( هامش المخطوط ).
(٤) الفقيه ٢ : ٣٩ / ١٧٠.
٨ ـ الكافي ٤ : ٤٨ / ١١.
(١) المرود : الميل. ( الصحاح ـ رود ـ ٢ : ٤٧٩ ).
هذا كلّه ؟ قال : نعم ، فقال : إقبل تِبرك فإنّي لست بجنّيٍ ولا إنسيّ ، ولكنني رسول من الله لأبلوك فوجدتك شاكراً فجزاك الله خيراً.
[ ١٢٣٧٩ ] ٩ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب الأسدي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب قال : حضرت علي بن الحسين عليهماالسلام يوماً حين صلّى الغداة ، فإذا سائل بالباب ، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : أعطوا السائل ولا تردّوا سائلاً.
[ ١٢٣٨٠ ] ١٠ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ردّوا السائل ببذلٍ (١) يسير وبلين ورحمة فإنه يأتيكم حتى يقف على بابكم من ليس بانس ولا جانّ ينظر كيف صنيعكم فيما خوّلكم الله.
وعن السندي بن محمّد ، عن أبي البختري ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله مثله (٢).
[ ١٢٣٨١ ] ١١ ـ محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : إنّ المسكين رسول الله إليكم ، فمن منعه فقد منع الله ، ومن أعطاه فقد أعطى الله.
[ ١٢٣٨٢ ] ١٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عقاب الأعمال ) عن
__________________
٩ ـ الكافي ٤ : ١٥ / ٤.
١٠ ـ قرب الاسناد : ٤٦.
(١) في نسخة : بنيل ( هامش المخطوط ).
(٢) قرب الاسناد : ٦٩.
١١ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٢٦ / ٣٠٤.
١٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٠ / ١.