كائن إلى يوم القيامة (١) ، فإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا اعتصمت فاعتصم بالله ، واعمل لله بالشكر في اليقين ، واعلم أنّ الصبر على ما تكره خير كثير ، وأنّ النصر مع الصبر ، وأنّ الفرج مع الكرب ، وأنّ مع العسر يسرا» (٢).
[٢ / ١٦١٤] وأخرج الدار قطني في الأفراد وابن مردويه والبيهقي والأصبهاني في الترغيب عن سهل بن سعد الساعدي. أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعبد الله بن عبّاس : «ألا أعلّمك كلمات تنتفع بهنّ؟ قال : بلى يا رسول الله! قال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، جفّ القلم بما هو كائن ، فلو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه ، ولو جهد العباد أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، فإن استطعت أن تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. واعلم أنّ النصر مع الصبر ، وأنّ الفرج مع الكرب ، وأنّ مع العسر يسرا» (٣).
[٢ / ١٦١٥] وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عبّاس قال : كنت ذات يوم رديف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ألا أعلّمك خصالا ينفعك الله بهنّ؟ قلت : بلى. قال : عليك بالعلم ، فإنّ العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل دليله ، والعمل قيّمه ، والرفق أبوه ، واللين أخوه ، والصبر أمير جنوده» (٤).
__________________
(١) حديث جفّ القلم بما هو كائن ، من الأحاديث المتشابهة وعليه مسحة إسرائيليّة ظاهرة ، علّنا نحاول تأويله إلى تخريج مقبول في مجال يأتي إن شاء الله.
(٢) الدرّ ١ : ١٥٩ ؛ مسند أحمد ١ : ٣٠٧ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد : ٢١٤ / ٦٣٦ ؛ الترمذي ٤ : ٧٦ / ٢٦٣٥ ، أبواب صفة القيامة ؛ الشعب ٢ : ٢٨ / ١٠٧٥ ، باب في الرجاء من الله تعالى ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الأوّل : ١٢٦ ، جماع أبواب ذكر الأسماء الّتي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه ؛ الحاكم ٣ : ٥٤١ ، كتاب معرفة الصحابة ؛ كنز العمّال ١ : ١٣٣ ـ ١٣٤ / ٦٣١.
(٣) الدرّ ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠ ؛ شعب الإيمان ٢ : ٢٧ ـ ٢٨ / ١٠٧٤ ، باختلاف يسير ، باب في الرجاء من الله تعالى.
(٤) الدرّ ١ : ١٦٠ ؛ النوادر ١ : ٢١٠ ، الأصل التاسع والثلاثون ، في مراتب الأخلاق وفضل العلم ؛ كنز العمّال ١٥ : ٩٠٣ / ٤٣٥٥٨.