وشعيب وصالح بين زمزم وبين الركن والمقام» (١).
[٢ / ٩٦٦] وأخرج ابن أبي حاتم بالإسناد إلى خالد الحذّاء قال : سألت الحسن فقلت : يا أبا سعيد ، آدم للسماء خلق أم للأرض؟ قال : أما تقرأ القرآن : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً؟) لا ، بل للأرض خلق (٢).
قوله تعالى : (خَلِيفَةً)
[٢ / ٩٦٧] أخرج وكيع وعبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن ابن عبّاس قال : إنّ الله أخرج آدم من الجنّة قبل أن يخلّفه ؛ ثمّ قرأ : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٣).
[٢ / ٩٦٨] وروى أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار بإسناده إلى الحسن بن موسى عن زرارة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فسألني : ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت : إنّ عندي منها شيئا كثيرا قد هممت أن أوقد لها نارا ثمّ أحرقها! قال : ولم؟ هات ما أنكرت منها! فخطر على بالي الآدميّون (٤). فقال لي : ما كان على الملائكة حيث قالت : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ!)(٥).
ورواه العياشيّ وعقّبه بالحديث التالي :
[٢ / ٩٦٩] قال [زرارة] وكان يقول أبو عبد الله عليهالسلام ـ إذا حدّث بهذا الحديث ـ «هو كسر على
__________________
(١) الدرّ ١ : ١١٣ ؛ الطبري ١ : ٢٨٧ / ٥٠٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٧٦ / ٣١٧ ، بلفظ : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : دحيت الأرض من مكّة وأوّل من طاف بالبيت الملائكة فقال : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يعني مكّة.
(٢) ابن أبي حاتم ١ : ٧٦ / ٣١٨.
(٣) الدرّ ١ : ١١٠ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٤ / ٣٥ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٥٢ ، (آدم نبيّ الله عليهالسلام) ، والحديث ـ كما في المصادر ـ «قبل أن يخلقه ...» بالقاف. والظاهر أنّه مصحّف. والصحيح ما أثبتناه : «قبل أن يخلّفه» جريا مع ظاهر تعبير القرآن. فتدبّر!
(٤) هكذا في رواية العيّاشي ١ : ٥٠ / ٩. وكذا في تفسير البرهان ١ : ١٦٧ / ٨. وفي الهامش من الطبعة القديمة ١ : ٧٥ ؛ أي الآجال المنسوبة إلى آدم عليهالسلام أو إشارة إلى سلسلة الآدميين كما ورد في بعض الأحاديث. (البحار ٥٤ : ٣٢١ و ٣٣١ و ٣٣٦). قال المجلسي ـ في البحار ٢٥ : ٢٨٣ ـ : لعلّها أحاديث كانت في فضائلهم عليهمالسلام كان زرارة لا يتحمّلها ، فنبّهه الإمام بالتنظير بقصور الملائكة عن فهم فضيلة آدم ، مع علوّ شأنهم وقرب منزلتهم.
(٥) بصائر الدرجات : ٢٥٦ / ٦ ، باب ١٠ ، (الأئمّة يعرفون الإضمار وحديث النفس).