الصلاة ، لأنّ إبليس أهبط متخصّرا (١).
كم كان طول آدم وحوّاء عند الهبوط؟
[٢ / ١٣٣٦] أخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر قال : لمّا أهبط الله آدم أهبطه بأرض الهند ومعه غرس من شجر الجنّة فغرسه بها ، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهوّن عليه وحدته ، فغمز غمزة فتطأطأ إلى سبعين ذراعا ، فأنزل الله : إنّي منزل عليك بيتا يطاف حوله كما تطوف الملائكة حول عرشي ، ويصلّى عنده كما تصلّي الملائكة حول عرشي. فأقبل نحو البيت ، فكان موضع كلّ قدم قرية ، وما بين قدميه مفازة ، حتّى قدم مكّة فدخل من باب الصفا ، وطاف بالبيت ، وصلّى عنده ، ثمّ خرج إلى الشام فمات بها (٢).
[٢ / ١٣٣٧] وأخرج ابن سعد عن ابن عبّاس قال : لمّا خلق الله آدم كان رأسه يمسّ السّماء ، فوطده الله إلى الأرض (٣) حتّى صار ستّين ذراعا في سبع أذرع عرضا (٤).
[٢ / ١٣٣٨] وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد قال : لمّا أهبط آدم إلى الأرض فزعت الوحوش ومن في الأرض من طوله ، فأطر منه سبعون ذراعا (٥).
قال ابن الأثير : روي في صفة آدم : «أنّه كان طوالا فأطر الله منه» أي ثنّاه وقصره ونقص من طوله. يقال : أطرت الشيء فانأطر ، أي انثنى (٦).
[٢ / ١٣٣٩] وروى الكليني عن شيخه عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام كم كان طول آدم حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حوّاء؟ قال : «وجدنا في كتاب عليّ عليهالسلام : أنّ الله ـ عزوجل ـ لمّا أهبط آدم وزوجه حوّا عليهماالسلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنيّة الصفا ورأسه دون أفق السماء ، وأنّه شكا إلى الله ما يصيبه من حرّ
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٣٥ ؛ المصنّف ١ : ٤٩٨ / ٨ ، باب ٢٦٥ ، كتاب الصلاة ، باب الرجل يضع يده على خاصرته في الصلاة.
(٢) الدرّ ١ : ١٣٦ ؛ مجمع الزوائد ٣ : ٢٨٨ ، كتاب الحجّ ، باب ما جاء في الكعبة ، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير.
(٣) أي غمزه وضغطه عصرا.
(٤) الدرّ ١ : ١٣٦ ؛ الطبقات الكبرى ١ : ٣١ ؛ القرطبي ٦ : ٣٨٨.
(٥) الدرّ ١ : ١٣٦ ؛ العظمة ٥ : ١٥٦٠ / ١٠٢٤ ، باب ٤٥ (خلق آدم وحوّاء عليهماالسلام).
(٦) النهاية ١ : ٥٣. مادة «أطر».