منه إلّا الصبر (١).
[٢ / ١٦٠٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن الخطّاب قال : الصبر صبران ، صبر عند المصيبة حسن ، وأحسن منه الصبر عن محارم الله! (٢)
[٢ / ١٦١٠] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الصبر في بابين ، الصبر لله فيما أحبّ وإن ثقل على الأنفس والأبدان ، والصبر لله عمّا كره وإن نازعت إليه الأهواء ، فمن كان هكذا فهو من الصابرين الّذين يسلّم عليهم إن شاء الله تعالى (٣).
[٢ / ١٦١١] وقال عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين ينادي مناد : أين الصابرون ، ليدخلوا الجنّة بغير حساب؟ قالوا : نعم. قالوا : ومن أنتم؟ قالوا : نحن الصابرون! قالوا : وما صبركم؟ قالوا : صبرنا على طاعة الله وصبرنا على معصية الله حتّى توفّانا الله! قالوا : أنتم كما قلتم ، ادخلوا الجنّة ، فنعم أجر العاملين».
قال ابن كثير : ويشهد لهذا قوله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٤).
[٢ / ١٦١٢] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر وأبو الشيخ في الثواب والديلمي في مسند الفردوس عن عليّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الصبر ثلاثة ؛ فصبر على المصيبة ، وصبر على الطاعة ، وصبر على المعصية» (٥).
[٢ / ١٦١٣] وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والترمذي وحسّنه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان وفي الأسماء والصفات عن ابن عبّاس قال : كنت رديف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «يا غلام ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ؟ قلت : بلى! قال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة ، واعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنّ الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك ، أو أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك ، وأن قد جفّ القلم بما هو
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٥٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٠٢ / ٤٨٥ ؛ ابن كثير ١ : ٩٠ و ٢٠٢.
(٢) الدرّ ١ : ١٥٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٠٢ / ٤٨٤ ، وزاد : وروي عن الحسن نحو قول عمر ؛ ابن كثير ١ : ٩٠ ؛ كنز العمّال ٣ : ٧٥١ / ٨٦٥٣.
(٣) الدرّ ١ : ١٦٠ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٢ ، سورة البقرة ، الآية ١٥٣.
(٤) ابن كثير ١ : ٢٠٢ ، والآية من سورة الزمر ٣٩ : ١٠.
(٥) الدرّ ١ : ١٥٩ ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٧٣ / ٦٥١٥.