[٢ / ١١٦٦] وروى الثعلبي عن زياد بن الحصين عن أبي العالية قال : لمّا ركب نوح السفينة إذا هو بإبليس على كوثلها (١) فقال له : ويحك قد شقّ أناس من أجلك ، قال : فما تأمرني؟ قال : تب ، قال : سل ربّك هل لي من توبة؟ قال : فقيل له أنّ توبته أن يسجد لقبر آدم ، قال : تركته حيّا وأسجد له ميّتا!؟ (٢).
[٢ / ١١٦٧] وأخرج ابن أبي الدنيا في «مكايد الشيطان» عن عبد الله بن عمر قال : لقي إبليس موسى فقال : يا موسى أنت الّذي اصطفاك الله برسالاته وكلّمك تكليما إذ تبت! وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربّي أن يتوب عليّ! قال موسى : نعم. فدعا موسى ربّه ، فقيل : «يا موسى قد قضيت حاجتك» فلقي موسى إبليس وقال : قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك! فاستكبر وغضب وقال : لم أسجد له حيّا أسجد له ميّتا! ثمّ قال إبليس : يا موسى إنّ لك عليّ حقّا بما شفعت لي إلى ربّك فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهنّ ، اذكرني حين تغضب ، فإنّي أجري منك مجرى الدم. واذكرني حين تلقى الزحف ، فإنّي آتي ابن آدم حين يلقى الزحف ، فأذكّره ولده وزوجته حتّى يولّي. وإيّاك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم ، فإنّي رسولها إليك ورسولك إليها! (٣). قوله تعالى : (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)
[٢ / ١١٦٨] أخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن كعب القرظي قال : ابتدأ الله خلق إبليس على الكفر والضلالة ، وعمل بعمل الملائكة ، فصيّره إلى ما أدّى إليه خلقه من الكفر. قال الله (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)(٤).
قوله : فصيّره إلى ما أدّت إليه خلقه. يعني : ما أدّت إليه خلقته واقتضته فطرته التي فطره الله عليها ، وهو الكفر والجحود.
وهكذا جاء في الحديث التالي :
__________________
(١) الكوثل : مؤخّر السفينة.
(٢) الثعلبي ١ : ١٨١.
(٣) الدرّ ١ : ١٢٥.
(٤) ابن أبي حاتم ١ : ٨٥ / ٣٦٨ ؛ الدرّ ١ : ١٢٥ ؛ ابن كثير ١ : ٨١.