قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا)
[٢ / ٣٥٠] أخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله : (يُخادِعُونَ اللهَ) قال : يظهرون لا إله إلّا الله ، يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم ، وفي أنفسهم غير ذلك (١).
[٢ / ٣٥١] وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال : سألت ابن زيد عن قوله : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا؟) قال : هؤلاء المنافقون ، يخادعون الله ورسوله ، والّذين آمنوا : أنّهم يؤمنون بما أظهروه. وعن قوله : (وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ؟) قال : ما يشعرون بأنّهم ضرّوا أنفسهم بما أسرّوا من الكفر والنفاق ، ثمّ قرأ : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٢) قال : هم المنافقون. حتّى بلغ قوله : (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ)(٣). (٤).
[٢ / ٣٥٢] وقال مقاتل بن سليمان في قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ) حين أظهروا الإيمان بمحمّد ، وأسرّوا التكذيب (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) : نزلت في منافقي أهل الكتاب اليهود ، منهم عبد الله بن أبيّ بن سلول ، وجدّ بن قيس ، والحارث بن عمرو ، ومغيث بن قشير ، وعمرو بن زيد ، فخدعهم الله في الآخرة حين يقول في سورة الحديد : (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً)(٥). فقال لهم استهزاء «بهم» كما استهزؤوا في الدنيا بالمؤمنين حين قالوا : آمنّا وليسوا بمؤمنين ، وذلك قوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ)(٦) أيضا على الصراط حين يقال لهم : (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً)(٧)
[٢ / ٣٥٣] وقيل : في قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ) حذف ، تقديره : يخادعون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. عن الحسن وغيره (٨).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٧٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٢ / ١٠٧.
(٢) المجادلة ٥٨ : ٦.
(٣) المجادلة ٥٨ : ١٨.
(٤) الدرّ ١ : ٧٥ ؛ الطبري ١ : ١٧٣ / ٢٦٨ و : ١٧٥ ـ ١٧٦ / ٢٦٩.
(٥) الحديد ٥٧ : ١٣.
(٦) النساء ٤ : ١٤٢.
(٧) تفسير مقاتل ١ : ٨٩.
(٨) القرطبي ١ : ١٩٥ ؛ البغوي ١ : ٨٧ ، بلفظ : قال الحسن : معناه يخادعون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ