[٢ / ١٨٥] وبإسناده ، عن الحسن بن عليّ ، عن عبد العزيز القراطيسي قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «يا عبد العزيز إنّ الإيمان عشر درجات بمنزلة السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد : لست على شيء حتّى ينتهي إلى العاشر ، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملنّ عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره» (١).
[٢ / ١٨٦] وبإسناده عن ابن مسكان ، عن سدير قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ المؤمنين على منازل ، منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ، ومنهم على ثلاث ، ومنهم على أربع ، ومنهم على خمس ، ومنهم على ستّ ، ومنهم على سبع ، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة ثنتين لم يقو ، وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو ، وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو ، وعلى صاحب الأربع خمسا لم يقو ، وعلى صاحب الخمس ستّا لم يقو ، وعلى صاحب الستّ سبعا لم يقو ، وعلى هذه الدرجات» (٢).
[٢ / ١٨٧] وبإسناده عن الصباح بن سيّابة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : «ما أنتم والبراءة ، يبرأ بعضكم من بعض ، إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاة من بعض ، وبعضهم أنفذ بصرا من بعض وهي الدّرجات» (٣).
في أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها
[٢ / ١٨٨] وبإسناده عن القاسم بن بريد قال : حدّثنا أبو عمرو الزّبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : «أيّها العالم أخبرني أيّ الأعمال أفضل عند الله؟ قال : ما لا يقبل الله شيئا إلّا به ، قلت : وما هو؟ قال : الإيمان بالله الّذي لا إله إلّا هو ، أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظّا. قلت : ألا تخبرني عن الإيمان ، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال : الإيمان عمل كلّه ، والقول بعض ذلك العمل ، بفرض من الله بيّن في كتابه ، واضح نوره ، ثابتة حجّته ، يشهد له الكتاب ويدعو إليه ، قلت : صفه لي ، جعلت فداك ، حتّى أفهمه ، قال : الإيمان (٤) حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه
__________________
(١) المصدر : ٤٤ ـ ٤٥ / ٢.
(٢) المصدر : ٤٥ / ٣.
(٣) المصدر : ٤٥ / ٤.
(٤) في بعض النسخ «للايمان».