[٢ / ٥٥٥] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) قال : لما تركوا من الحقّ بعد معرفته (١).
[٢ / ٥٥٦] وعن الربيع بن أنس ، قال : ثمّ قال ، يعني قال الله : في أسماعهم ، يعني أسماع المنافقين وأبصارهم الّتي عاثوا بها في الناس : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)(٢).
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[٢ / ٥٥٧] قال ابن عبّاس : أي إنّ الله على كلّ ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير (٣).
[٢ / ٥٥٨] وروى الصدوق بإسناده إلى أبي هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام في حديث طويل جاء فيه : «قولك : إنّ الله قدير ، خبّرت أنّه لا يعجزه شيء ، فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت العجز سواه» (٤).
[٢ / ٥٥٩] وبإسناده إلى أبي بصير وقال : سمعت أبا عبد الله يقول : «لم يزل الله ـ عزوجل ـ ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور» (٥).
[٢ / ٥٦٠] وبإسناده إلى عمرو بن أذينة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قيل لأمير المؤمنين : هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ قال : إنّ الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز ، والّذي سألتني لا يكون» (٦).
__________________
(١) ابن كثير ١ : ٥٩ ؛ الطبري ١ : ٢٣٠ / ٣٩٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٩ / ٢١٣.
(٢) الطبري ١ : ٢٣١ / ٣٩٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٩ / ٢١٢ ، عن أبي العاليه.
(٣) ابن كثير ١ : ٥٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٩ / ٢١٤. عن محمّد بن إسحاق.
(٤) التوحيد : ١٩٣ / ٧ ، باب ٢٩ (اسماء الله تعالى و...) ؛ الكافي ١ : ١١٦ ـ ١١٧ / ٧ ، كتاب التوحيد باب : معاني الأسماء واشتقاقها ؛ البحار ٤ : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ١.
(٥) التوحيد : ١٣٩ / ١ ؛ الكافي ١ : ١٠٧ / ١ ؛ البحار ٤ : ٧١ ـ ٧٢ / ١٨.
(٦) التوحيد ١٣٠ / ٩ ، باب ٩ (القدرة) ؛ البحار ٤ : ١٤٣ / ١٠. والمعنى : أنّ العجز في القابل لا في الفاعل.