بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه ويسألونه أن يرضى عنهم فرضي عنهم بعد سبع سنين فقال : صدقت ومضى ، فقال أبي عليهالسلام : هذا جبرئيل عليهالسلام : أتاكم يعلّمكم معالم دينكم ...». (١)
قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)
[٢ / ١٠٥٤] أخرج ابن جرير عن قتادة والحسن قالا : لمّا أخذ الله في خلق آدم همست الملائكة فيما بينها فقالوا : لن يخلق الله خلقا إلّا كنّا أعلم منه وأكرم عليه منه. فلمّا خلقه أمرهم أن يسجدوا له لما قالوا ... ففضّله عليهم ، فعلموا أنّهم ليسوا بخير منه ، فقالوا : إن لم نكن خيرا منه فنحن أعلم منه ، لأنّا كنّا قبله (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) فعلّمه اسم كلّ شيء ، وجعل يسمّي كلّ شيء باسمه ، وعرضت عليه أمّة أمّة (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، ففزعوا إلى التوبة فقالوا : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا ...) الآية (٢).
[٢ / ١٠٥٥] وأخرج عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : إنّ الله لمّا أخذ في خلق آدم قالت الملائكة : ما الله خالق خلقا أكرم عليه منّا ، ولا أعلم منّا فابتلوا بخلق آدم (٣).
[٢ / ١٠٥٦] وأخرج عن ابن عبّاس في قوله : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ) قال : علّم الله آدم الأسماء كلّها ، وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس : إنسان ودابّة وأرض وبحر وسهل وجبل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) يعني عرض أسماء جميع الأشياء التي علّمها آدم من أصناف الخلق (فَقالَ أَنْبِئُونِي) يقول : أخبروني (بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) إن كنتم تعلمون أنّي لم أجعل في الأرض خليفة. (قالُوا سُبْحانَكَ) تنزيها لله من أن يكون يعلم الغيب أحد غيره ، تبنا إليك (لا عِلْمَ لَنا) تبريّا منهم من علم الغيب (إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) كما علّمت آدم (٤).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٥٤ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٠٧ / ٢ ، باب ١٤٣ (العلّة الّتي من أجلها صار الطواف سبعة أشواط) ؛ البحار ١١ : ١٦٩ ـ ١٧٠ / ١٧.
(٢) الدرّ ١ : ١٢٢ ؛ الطبري ١ : ٢٩٦ ـ ٢٩٧ و ٣١٣ / ٥٦١.
(٣) الدرّ ١ : ١٢٢ ؛ الطبري ١ : ٢٩٦ / ٥١٢.
(٤) الدرّ ١ : ١٢١ ؛ الطبري ١ : ٣٠٩ / ٥٣٩.