فضل سورة البقرة وميزاتها
ولمجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروز آبادي ـ صاحب القاموس ـ تخريج لطيف في مقدمة كلّ سورة من القرآن الكريم ، بحثا عن مختلف شؤونها ، ومنها فضل السورة .. وذكر بشأن سورة البقرة ملخّصا من روايات وردت في فضلها ، نذكره ثمّ نعقّبه بذكر التفصيل :
عن أبي بريدة عن أبيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «تعلّموا البقرة ؛ فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولن يستطيعها البطلة» (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الشّيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة» (٢)
وعن عكرمة قال : أوّل سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة ، من قرأها في بيته نهارا لم يدخل بيته شيطان ثلاثة أيّام. ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخله شيطان ثلاث ليال (٣). وروي : أنّ من قرأها كان له بكلّ حرف أجر مرابط في سبيل الله (٤). وعن أنس قال : [كان] الرّجل إذا قرأ سورة البقرة جدّ فينا ، أي عظم في أعيننا (٥). وعن ابن مسعود قال : كنّا نعدّ من يقرأ سورة البقرة من الفحول (٦). وقد أمّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتى على جماعة من شيوخ الصحابة كان يحسن سورة البقرة (٧). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اقرأوا الزّهراوين : البقرة وآل عمران فإنّهما يأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان (٨) أو فرقان (٩)
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده (٥ : ٣٦١) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولعلّه اشتبه الأمر على الراوي أو الكاتب فأبدل من ابن بريدة بأبي بريدة. وأخرجه السيوطي عن بريدة. الإتقان ٤ : ١٠٧. وأخرجه الثعلبي (١ : ١٣٥) عن عبد الله بن يزيد عن أبيه وفي تفسير البيضاوي (١ : ٢٧٤) آخر سورة البقرة : قيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وما البطلة؟ قال : السحرة.
(٢) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن : ١٢١ / ٩ ، باب ٣٤ ، والترمذي ٤ : ٢٣٢ / ٣٠٣٧ وغيرهما باختلاف في بعض ألفاظه.
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٢ : ٤٥٣ / ٢٣٧٨) من حديث سهل بن سعد الساعدي.
(٤) أبو الفتوح ١ : ٩٢.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٣ : ١٢٠ باختلاف يسير.
(٦) بصائر ذوي التمييز ، للفيروز آبادي ١ : ١٥٦.
(٧) والفتى هو : عثمان بن العاص. أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ٥ : ٣٠٨.
(٨) تثنية غياية ـ بيائين ـ هي : كلّ شيء أظلّ الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغبرة ونحوهما.
(٩) تثنية فرق ـ بكسر الفاء ـ وهو القطيع من الغنم والظباء ونحوهما.