قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ)
[٢ / ٩٦٠] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال : ما كان في القرآن (إِذْ) فقد كان (١).
[٢ / ٩٦١] وأخرج ابن جرير عن الضحّاك قال : كلّ شيء في القرآن «جعل» فهو ـ بمعنى ـ خلق (٢).
[٢ / ٩٦٢] وأخرج ابن أبي حاتم بالإسناد إلى الحسن ، قال : قال الله للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) قال لهم : إنّي فاعل (٣).
[٢ / ٩٦٣] وأخرج عن ابن إسحاق في قوله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) يقول : ساكنا وعامرا يسكنها ويعمرها خلفا ليس منكم (٤).
[٢ / ٩٦٤] وأيضا أخرج عن السّدّي في قوله : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) قال : فاستشار الملائكة في خلق آدم. وكذا روي عن قتادة (٥).
قال ابن كثير : وهذه العبارة إن لم ترجع إلى معنى الإخبار ففيها تساهل. وعبارة الحسن وقتادة في رواية ابن جرير أحسن (٦).
قوله تعالى : (فِي الْأَرْضِ) [٢ / ٩٦٥]
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن سابط أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «دحيت الأرض من مكة ، وكانت الملائكة تطوف بالبيت ، فهي [الملائكة] أوّل من طاف به ، وهي [مكة] الأرض الّتي قال الله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وكان النبيّ (أي كلّ نبيّ) إذا هلك قومه ونجا هو والصالحون أتاها هو ومن معه ، فيعبدون الله بها حتّى يموتوا فيها ، وإنّ قبر نوح وهود
__________________
(١) الدرّ ١ : ١١٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٧٥ / ٣١٣.
(٢) الدرّ ١ : ١١٠ ؛ الطبري ١ : ٢٨٧ / ٥٠١ ، نقلا عن أبي روق.
(٣) ابن ابى حاتم ١ : ٧٦ / ٣١٥.
(٤) المصدر / ٣١٦.
(٥) المصدر / ٣١٤.
(٦) ابن كثير ١ : ٧٣. وتقدّمت عبارة الحسن وقتادة فيما ذكره ابن جرير ١ : ٢٨٧ / ٥٠٠.