مزاحم ، وقتادة ، وأبو مالك ، وأبو عمران الجوني ، ومقاتل بن حيّان (١).
[٢ / ٤٠٠] وأخرج ابن جرير عن الضحّاك قال : العذاب الأليم : هو الموجع. وكلّ شيء في القرآن من «الأليم» فهو الموجع (٢).
قوله تعالى : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ)
[٢ / ٤٠١] أخرج ابن أبي حاتم بإسناده إلى أبي روق عن الضحّاك عن ابن عبّاس ، في قوله : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) يقول : يبدّلون ويحرّفون (٣).
[٢ / ٤٠٢] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعني الشكّ بالله وبمحمّد ، نظيرها في سورة محمّد : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)(٤) يعني الشكّ.
(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) يعني شكّا في قلوبهم (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) يعني وجيع في الآخرة (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) لقولهم : آمنّا بالله وباليوم الآخر. وذلك أنّ عبد الله بن أبيّ المنافق قال لأصحابه : انظروا إليّ وإلى ما أصنع فتعلّموا منّي وانظروا دفعي في هؤلاء القوم كيف أدفعهم عن نفسي وعنكم. فقال أصحابه : أنت سيّدنا ومعلّمنا ، ولو لا أنت لم نستطع أن نجتمع مع هؤلاء. فقال عبد الله بن أبيّ لأبي بكر وأخذ بيده : مرحبا بسيّد بني تيم بن مرّة. ثمّ أخذ بيد عمر فقال : مرحبا بسيّد بني عديّ بن كعب ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال : مرحبا بسيّد بني هاشم ، غير رجل واحد اختصه الله بالنبوّة ، لما علم من صدق نيّته ويقينه. فقال عمر : ويحك يا ابن أبي ، اتّق الله ولا تنافق وأصلح ولا تفسد ، فإنّ المنافق شرّ خليقة الله ، وأخبثهم خبثا ، وأكثرهم غشّا. فقال ابن أبيّ : يا عمر ، مهلا فوالله لقد آمنت كإيمانكم وشهدت كشهادتكم فافترقوا على ذلك. فانطلق هؤلاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبروه بالذي قاله عبد الله فأنزل الله ـ عزوجل ـ على نبيّه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)(٥).
[٢ / ٤٠٣] وأخرج الثعلبي هذا الخبر ذيل الآية ١٤ الآتية بوجه آخر من طريق الكلبي عن أبي
__________________
(١) ابن أبي حاتم ١ : ٤٤ / ١١٩.
(٢) الدرّ ١ : ٧٦ ؛ الطبري ١ : ١٨٠ / ٢٨٤.
(٣) ابن أبي حاتم ١ : ٤٤ / ١٢٠.
(٤) سورة محمّد ٤٧ : ٢٩.
(٥) تفسير مقاتل ١ : ٨٩ ـ ٩٠.