[٢ / ١٠٤٨] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ أوّل من لبّى الملائكة ، قال الله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) قال : فرادّوه فأعرض عنهم ، فطافوا بالعرش ستّ سنين يقولون : لبّيك لبّيك اعتذارا إليك ، لبّيك لبّيك نستغفرك ونتوب إليك» (١).
[٢ / ١٠٤٩] وروى عليّ بن إبراهيم بالإسناد إلى محمّد بن مروان قال : «سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كنت مع أبي في الحجر فبينما هو قائم يصلّي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلمّا انصرف سلّم عليه ثمّ قال : إنّي أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلّا أنت ورجل آخر ، قال : ما هي؟ قال : أخبرني أيّ شيء كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال : إنّ الله تعالى لمّا أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فردّوا عليه فقالوا : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) قال الله ـ عزوجل ـ : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) ، فغضب عليهم ثمّ سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله تعالى ممّا قالوا ثمّ تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم. فهذا كان أصل الطواف ثمّ جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم ، فقال صدقت» (٢).
[٢ / ١٠٥٠] وروى الصدوق بإسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي «عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث طويل يقول فيه : وقد سأله رجل فقال : أخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه؟ قال : فالتفت أبو عبد الله عليهالسلام إليه وقال : ما سألني عن مسألتك قطّ أحد قبلك ، إنّ الله ـ عزوجل ـ لمّا قال للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ضجّت الملائكة من ذلك وقالوا : يا ربّ إن كنت لا بدّ جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منّا من يعمل في خلقك بطاعتك ، فردّ عليهم : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) فظنّت الملائكة أنّ ذلك سخط من الله ـ عزوجل ـ عليهم. فلاذوا بالعرش يطوفون به ، فأمر الله ـ عزوجل ـ لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجدة يدخله كلّ يوم
__________________
(١) الدرّ ١ : ١١٣.
(٢) نور الثقلين ١ : ٥٠ ـ ٥١ ؛ الكافي ٤ : ١٨٨ / ٢ ، كتاب الحجّ ، باب بدء البيت والطواف ؛ العيّاشي ١ : ٤٨ / ٦ ، وزاد : ثمّ ذكر المسألتين نحو الحديث الأوّل ثمّ قام الرجل فقلت : من هذا الرجل يا أبه؟ فقال : يا بنيّ هذا الخضر عليهالسلام ؛ البحار ٩٦ : ٢٠٥ / ١٨ ؛ البرهان ١ : ١٦٦ / ٥.