تسليمك ثم تسلّم بعدهما » (١) وبوجوب التشهد والتسليم عقيبهما قال أبو حنيفة (٢).
وقال الشافعي : إن قلنا : السجود للزيادة بعد السلام فإنه يتشهد ويسلم عقيبهما ـ وإليه ذهب أكثر من يقول : إنه بعد السلام ـ وإن قلنا : إنه قبل السلام فإنه يكفيه أن يسلم (٣).
فإن نسي السجود حتى سلّم ، وقلنا : إن موضعه قبل السلام لو كان لنقصان اختلف أصحابه ، فبعض قال : يتشهد ويسلم ، وبعض قال : يسلم لأنه سجود تركه من الصلاة فلا يلزمه أن يعيد ما قبله (٤).
مسألة ٣٦٧ : قال الشيخ : إذا أراد السجود افتتح بالتكبير وسجد عقيبه (٥) ، فإن أراد بذلك الوجوب ـ كما هو قول أبي حنيفة ، والشافعي (٦) ـ منعنا ذلك للأصل ولقول الصادق عليهالسلام لما سأله عمار عن سجدتي السهو هل فيهما تكبير أو تسبيح؟ فقال : « لا إنما هما سجدتان فقط » (٧).
وهل تجب فيهما الطهارة والاستقبال؟ إن قلنا بوقوعهما في الصلاة وجب وإلاّ فإشكال ينشأ من أصالة البراءة ، ومن أنه سجود واجب فاشترطا له كسجود الصلاة. وقال الشافعي : يشترط فيهما ما يشترط في سجود الصلاة (٨).
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٥٥ ـ ٣ ، التهذيب ٢ : ١٩٥ ـ ٧٦٧.
(٢) اللباب ١ : ٩٥ ، عمدة القارئ ٧ : ٣٠٩ ، بدائع الصنائع ١ : ١٧٣ و ١٧٤ ، الحجة على أهل المدينة ١ : ٢٢٣.
(٣) الأم ١ : ١٣٠ و ١٣١ ، مختصر المزني : ١٧ ، حلية العلماء ٢ : ١٥١.
(٤) حلية العلماء ٢ : ١٥١ ، المجموع ٤ : ١٥٩ ، المغني ١ : ٧٢٣ ، الشرح الكبير ١ : ٧٣٩.
(٥) المبسوط للطوسي ١ : ١٢٥.
(٦) فتح العزيز ٤ : ١٨٣ و ١٩٢ ، فتح الباري ٣ : ٧٧ ، عمدة القارئ ٧ : ٣١٠ ، بدائع الصنائع ١ : ١٧٣.
(٧) الفقيه ١ : ٢٢٦ ـ ٩٩٦ ، التهذيب ٢ : ١٩٦ ـ ٧٧١ ، الاستبصار ١ : ٣٨١ ـ ١٤٤٢.
(٨) فتح العزيز ٤ : ١٨٣ ، و ١٩٢ ، مغني المحتاج ١ : ٢١٢.