ويدان بيضاوان عند محلّم |
|
قد يصنعا لك بينهم أن تهضما (١) |
وتعلقوا بقوله تعالى : (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ) [يس : ٧١] ومعناه : مما خلقنا ؛ لأنه لا خلاف بين الأمة أن خالق الأنعام هو الله ، سواء أثبتت له يد أو لم تثبت (٢) ، فبطل قولهم. وكذلك (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [ص : ٧٥] أي بقوتي. وقيل : بنعمتيّ : نعمة الدنيا ونعمة الآخرة. وقيل : لما (٣) خلقت أنا ، واليدين (٤) صلة. وكذلك قوله : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) [الذاريات ٤٧] ، أي بقوة عن ابن عباس (٥). واليد في اللغة بمعنى القوة ، يقال : ما لي بكذا يد ، وما لي به يدان ، أي ما لي به قوة. قال الشاعر وهو عروة (٦) :
فقالوا : هداك الله والله ما لنا |
|
بما خضبت (٧) منك الضلوع يدان |
__________________
(١) الموجود في شواهد النحو : قد يمنعانك أن تضام وتهضما وهو الأصح. وفي البيت زيادة ونقص. فانظر تاج العروس ٢٠ / ٣٥٣ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٢٠. أما يصنعا في الأصل فهو ملحون لحذف النون بدون ناصب ولا جازم. والبيت في عمدة الحفاظ ٤ / ٤٠٧ ، ولفظه :
يديان بيضاوان عند محلم |
|
قد يمنعانك أن تضام وتظهرا |
(٢) في (ب) : أثبتّ يدا أو لم تثبت.
(٣) في (ب) : بما.
(٤) اليدين على الحكاية ، وإلا «واليدان» بالألف مبتدأ.
(٥) ينظر الطبري مج ١٣ ج ٢٧ ص ١١. والقرطبي ١٧ / ٣٦. وتفسير ابن عباس ص ٤٤٢.
(٦) عروة بن حزام بن مهاصر ، أحد بني ضبه ، شاعر إسلامي ، أحد المتيمين الذين قتلهم الهوى ، لا يعرف له شعر إلا في عفراء ابنة عمه ، توفي في أيام عثمان ، وقيل : أيام معاوية. الأغاني ٢٤ / ٢٣٣ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٢٢ ، والأعلام ٤ / ٢٢٧.
(٧) في هامش (ب) : حملت. وهو كما في الشعر والشعراء لابن قتيبة ٢ / ٦٢٤ ، وفي الأغاني ٢٤ / ٢٨٢ ضمنت منك. وفي بعض النسخ : حضنت.