على ما لا نهاية
له ؛ لأنّه لا اختصاص لذاته ولا لما هو عليه في ذاته من صفاته الواجبة بجنس من
المقدورات دون جنس ، ولا بقدر من الأجناس دون قدر على نحو ما مضى بيانه في كونه
عالما.
وإنّما المخصّص
لكون الواحد منّا قادرا على البعض دون البعض هو القدرة ، فإن الواحد منّا قادر
بقدرة محدثة ، محدثها الله تعالى. والقدرة تحصي مقدورها في الجنس والعدد.
أمّا
الجنس فعشرة أجناس : خمسة من أفعال القلوب : وهي الاعتقادات ، والإرادات ، والكراهات ، والظنون ،
والأفكار. وخمسة من أفعال الجوارح : وهي الأكوان ، والاعتمادات ، والتأليفات ، والأصوات ، والآلام.
والذي يدلّ على
ذلك أنّ الواحد منّا لو دعاه أوفر داع إلى إيجاد ما عداها من الأعراض لتعذّر عليه
إيجاده على كل حال من الأحوال ، وفي كل وقت من الأوقات.
وأما حصرها له في
العدد ؛ فلأنّ القدرة لا تتعلق في الوقت الواحد في
__________________