تعديل ، ولا تردّ يجرح ، ولا يقدح فيها الرجوع بعد ثبوتها.
وأما ما رواه آباؤنا الأئمة الأعلام عليهم أفضل الصلاة والسّلام ، أو رواه أتباعهم من علماء أهل الإسلام فهذا باب واسع ، ولو ذكرنا طرفا منه لخرجنا عن الغرض في هذا الكتاب ، ولدخلنا في الإسهاب والإطناب. فلنذكر طرفا مما رواه المخالفون فقط ، ونورد ذلك فضيلة فضيلة ونضيفها إلى الكتاب (١) المذكورة فيه. فنقول وبالله التوفيق إلى واضح الطريق :
فضيلة تبليغ سورة براءة
روينا بالإسناد الموثوق به أنّ سورة براءة لمّا نزلت في سنة تسع أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر إلى مكة ليحج بالناس ، ودفعها إليه ليقرأها عليهم ، فلما مضى بها أبو بكر وبلغ ذا الحليفة نزل جبريل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمره بدفع براءة إلى علي عليهالسلام ليقرأها على الناس ، فخرج عليّ عليهالسلام على ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه ، فرجع أبو بكر وقال : يا رسول الله هل نزل فيّ شيء؟ قال : «لا ، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل مني. فسار أبو بكر مع علي عليهالسلام ؛ فلما كان يوم النحر قام علي عليهالسلام فأذّن في الناس وقرأ سورة براءة. وقيل : قرأها يوم عرفة ، وكان ينادي : لا يطوف بالبيت عريان. ومن كان له عهد عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فعهده إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فعهده أربعة أشهر. ولا تدخل (٢) الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يحج بعد عامنا هذا مشرك ؛ [فقالت قريش : نبرأ من عهدك وعهد ابن
__________________
(١) في (ب) ، (ج) : الكتب.
(٢) في (ب) ، (ج) : يدخل.