وأما السنة فقول النبي صلىاللهعليهوآله في الخبر المشهور : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١) ، ولا شبهة في كون هذا الخبر متواترا. ووجه الاستدلال به : أن النبي صلىاللهعليهوآله قد أمّننا من الضلال إذا تمسّكنا بعترته ، كما أمّننا من الضلال إذا تمسّكنا بالكتاب. وعترة رسول الله صلىاللهعليهوآله هم ولده وولد ولده.
والمراد بالتمسك بهم الاتّباع لهم والاقتداء بهم ، وقد ثبت أن المتمسك بالكتاب لا يضل فكذلك المتمسك بالعترة. وإذا ثبت ذلك وجب في إجماعهم أن يكون حجة. وتحقيق هذه الدلالة أنها مبنية على خمسة أصول قد حققناها في «كتاب النظام» ودللنا على كل أصل منها.
دليل ثان من السنة على أن إجماعهم حجة وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق
__________________
(١) رواه الإمام زيد بن علي عن آبائه في المجموع ص ٤٠٤. وعلي بن موسى الرضى عن آبائه في صحيفته ص ٤٦٤. ومسلم عن زيد بن أرقم ٤ / ١٨٧٣ رقم ٢٤٠٨ ، عن جابر. والترمذي عن جعفر بن محمد عن أبيه ٥ / ٦٢١ رقم ٣٧٨٦ ، وقال : حديث حسن غريب. وقال : وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، ورواه برقم ٣٧٨٨ عن زيد بن أرقم ، وقال : حسن غريب. والطبراني في الكبير عن زيد ٥ / ١٨٦ رقم ٥٤٠. ومسند أحمد عن أبي سعيد ٤ / ٣٠ رقم ١١٠٤. وج ٧ / ٨٤ رقم ١٩٣٣٢ عن زيد بن أرقم. وج ٨ / ١٣٨ رقم ٢١٦٣٤ عن زيد بن ثابت. وابن كثير في البداية النهاية ٥ / ٢٢٨. وقال : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح.