الصفحه ١٥٥ : الشرعية ؛ فيدل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع :
أما
الكتاب : فمن ذلك قوله
تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
الصفحه ١٦٧ : والتّمام
يحكيه قول الله
تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ
سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت : ١٢] أي
خلقهنّ وأتمّهن
الصفحه ١١٣ :
سليم ، ولا يتصوّر
ثبوته عليم.
وأما
قول الحسن بن أبي بشر الأشعري فإنه ذهب إلى أنه تعالى يرى
الصفحه ١٨ :
الله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
الصفحه ٢٧ : نقول ، أو يقلد
البعض من دون البعض من غير مخصّص فذلك محال ؛ وبذلك يبطل القول بتقليد الزاهد ،
فإن في كل
الصفحه ٧٨ : تعالى ، وهو أمره وعذابه. وقد فسّر عبد الله بن العباس رحمهالله قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ
إِلَّا
الصفحه ٩٠ : الشرع على جهة التأكيد ؛ لذلك
فلا يجوز حمل الآية على ما يخالف جميع ذلك ، ونقول : إنّ قوله
الصفحه ٩٧ :
وأما معنى الآية ،
فمعنى قوله : (إِلَّا بِإِذْنِ
اللهِ) أي بأمره وعلمه وتدبيره ، وهو شائع في اللغة
الصفحه ١٠١ : الأرض وكذلك قوله تعالى : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) [طه : ٣٩] فإن
قوله : (عَلى عَيْنِي) أي لتربّى بأمري
الصفحه ١٠٢ :
واعلم أنّ ظاهر
هذه الآيات يقتضي ما لا يجيزه مسلم ولا يطلقه أحد من الأمة. ألا ترى إلى قوله
تعالى
الصفحه ١٢٧ :
يبطل قول من قال : إنّ النّظر إذا علّق بالوجه لم يكن بمعنى الانتظار ، ومما يبطل
ذلك أيضا قول البعيث
الصفحه ١٦٣ : : فلم تميتوهم ؛ لأنّ الموت لا يقدر عليه غير الله ، وأنتم جرحتموهم فقط.
وقوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ
الصفحه ١٦٥ : بابا ، والمراد به يعمل عملا في الباب ؛ فأطلق اسم العمل على المعمول فيه ،
وعلى هذا نزّل قوله تعالى
الصفحه ١٨٩ : به ،
يحكيه قول الله تعالى : (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ
قَوْمَهُ وَما هَدى) [طه : ٧٩] ، (وَأَضَلَّهُمُ
الصفحه ٢١٥ : أدلة الشرع
فيدل عليه قوله
تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ
نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) [البقرة : ٢٨٦