وكان البراق على ما رواه ابن عباس رحمهالله عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) أنّ وجهها كوجه الإنسان ، وآذانها كآذان الفيلة ، وعرفها كعرف الفرس ، وقوائمها كقوائم البعير ، وذنبها كذنب البقر ، وهي فوق الحمار ودون الفرس ، رأسها من ياقوت أحمر ، وصدرها درة بيضاء ، وعليها رحل من رحال الجنة. وفي رواية أخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : إنّ جبريل أخذ ضبعي وأخرجني من الباب ، وعلى الباب ميكائيل وإسرافيل ، معهما البراق وهي البيضاء ، لها جناحان ، ووجهها كوجه الإنسان ، عرفها من اللؤلؤ ، منسوج بالمرجان ، وعقائصها من ياقوت أحمر ، وآذانها من زمرد (٢) أخضر ، وعينها (٣) كالزّهرة والمريخ ، وأظلافها كأظلاف البقر من زمرد أخضر مرصّع بالياقوت ، بطنها كالفضة ، وصدرها كالذهب ، لونها كالبرق يلوح (٤) بين السماء والأرض ، خطوها منتهى بصرها ، ولها زمام من لؤلؤ مكلّل بالجوهر ، مزمومة بسلسلة من ذهب ، عليها راحلة الديباج. وفي الروايتين جميعا أنه قال : فاستصعبت عليّ ، فقال جبريل : مهلا يا براق أما تستحيي؟ فو الله ما ركبك أحد منذ كنت (٥) أكرم على الله من محمد ، فارتعش البراق حتى لصق بالأرض وانصبّ عرقها.
وفي الرواية الأخرى قال : فسمعت حشحشة اللّؤلؤ حين مسح عرقها. وكان الذي يمسك ركابها جبريل ، وزمامها ميكائيل. والذي سوّى عليه ثيابه إسرافيل ؛ فركب عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبلغت به سدرة المنتهى وغيرها (٦).
__________________
(١) في هامش الأصل : دابّة. والأولى حذف أنّ.
(٢) بالذال ، وهو كذلك في مختار الصحاح. وهو الزّبرجد. ص ٢٧٤.
(٣) في (ب) : عيناها ـ ظ.
(٤) في (ب) : تلوح.
(٥) في (ب) : مذ ركبت.
(٦) هكذا رويت ، ولعل أحاديث الفضائل مما يتسامح فيها ، ويتساهل ، والله أعلم.