وخسف الله بقارون بسبب دعاء موسى عليهالسلام ، وخسف الله بسراقة بن مالك ، بسبب دعاء محمد فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خرج مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش مائة ناقة لمن يرده عليهم (١) ، فتبعه سراقة ليأخذ المائة والحظّ عند قريش فلما دنا من رسول الله وأمكنته الفرصة وأيقن بالظّفر ـ دعا عليه رسول الله وهو في قاع صفصف فصاخت به قوائم فرسه وخسف به الأرض ، فنادى : يا محمد ادع ربك يطلق لي فرسي ، فذمّة (٢) الله عليّ أن لا أدلّ عليك أحدا ؛ فدعا له فوثب جواده ، وانتزع قوائمه من الأرض ، وتبعها دخان كالإعصار (٣).
[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على داود عليهالسلام]
ومنها فضله على داود عليهالسلام فإن داود قتل جالوت بحجر رماه به ، وقتل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم صناديد قريش بكفّ تراب أخذه من الأرض ورماهم به وقال : «شاهت الوجوه» (٤). وليّن الله لداود الحديد. ومسح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرع شاة أمّ معبد وهي يابسة ؛ فتحلّبت لبنا على ما ذلك ظاهر (٥).
[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على سليمان عليهالسلام]
ومنها فضله على سليمان بن داود (ع) ؛ فإنه أعطي الريح مركبا وكان غدوّها شهرا ورواحها شهرا ، وأعطي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم البراق فبلّغه في ساعة واحدة سدرة المنتهى.
__________________
(١) في (ب) : إليهم.
(٢) في (ب) و (ج) : وذمة.
(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ١٠٢.
(٤) مسلم ٣ / ١٤٠٢ برقم ١٧٧٧. والمراد بقتلهم التسبب في هزيمتهم وعمى أبصارهم حتى استطاع المسلمون قتلهم في بدر وحنين.
(٥) أبو طالب في أماليه ص ٣٠. والقاضي عياض في الشفاء ١ / ٦٤٣. ودلائل النبوة ٦ ص ٨٤.