[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على عيسى عليهالسلام]
ومنها فضله على عيسى عليهالسلام ؛ فإن عيسى عليهالسلام كلّم (١) في المهد ، ومحمد عليهالسلام كلّمه الذئب ، والضب ، والحجر ، والجذع ، وسبّح الحصى في يده ، وغير ذلك.
وروى ابن عباس أن الله تعالى أوحى إلى عيسى : يا عيسى آمن بمحمد ، وأمر من أدركه من قومك أن يؤمنوا به. وأعطي عيسى المائدة ، وأعطى الله محمدا كذلك على ما هو مذكور في أخبار أهل البيت عليهمالسلام. وقد كلم عيسى في المهد ، وهكذا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاءته امرأة بصبي ابن شهرين ؛ فقال الغلام وهو في حجر أمه وهي مكفهرة : السّلام عليك يا رسول الله ، السّلام عليك يا محمد بن عبد الله. قال : وما يدريك أني محمد بن عبد الله ، وأني رسول الله؟ قال : علمنيه ربّ العالمين ، والروح الأمين جبريل ، وهو قائم على رأسك ينظر إليك. فقال : ما اسمك يا غلام؟ قال : سمّوني عبد العزّى ، وأنا به كافر ؛ فسمّني؟ فسماه عبد الله (٢) ، فقال له جبريل : هذا تصديق لك بالنبوة ، ودلالة لكي يؤمن بقية قومك. فقال الصبي : يا رسول الله ادع الله لي يجعلني من خدمك في الجنة ، فقال جبريل : ادع ؛ فدعا ، فقال الغلام : السعيد من آمن بك ، والشقي من كذّبك ، ثم شهق شهقة فمات. فقالت المرأة : قد رأيت ما رأيت فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، ووا أسفي على ما فاتني منك (٣) ، فقال لها : أبشرى ، فو الذي ألهمك الإيمان إني لأنظر إلى حنوطك وكفنك مع الملائكة ، فشهقت شهقة وماتت. فصلّى عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) في (ه) تكلم.
(٢) في (ب) : فسمّاه رسول الله عبد الله.
(٣) «منك» محذوفة في (ب).