صدر أهل الخندق عنها (١). وفي بعض الأخبار أنهم كانوا ثلاثة آلاف نسمة.
وأعطي موسى اليد البيضاء في حال دون حال ، وأعطي محمد نورا كان يضيء عن يمينه. وكلّم الله موسى بطور سيناء ، وكلم الله محمدا في السماء السابعة. وأعطي موسى الغمام ليظلّه ، وأعطى الله ذلك محمدا عليه الصلاة السّلام ، فإن السحاب كان يظلّه. وألقى موسى عصاه فصارت حيّة ، وأعطى محمّدا عليهالسلام ثعبانين يوم همّ أبو جهل بقتله (٢). وأحيا له الذراع المسمومة يوم خيبر فكلمته (٣). وكذلك كلمه الجذع (٤) ، كما روى جماعة من الصحابة أنه كان يستند إلى جذع في مسجده بالمدينة ويخطب ؛ فلما كثر الناس اتّخذ منبرا ؛ فلما صعد على (٥) المنبر حنّ إليه الجذع حنين الناقة إذا فقدت ولدها ، فدعاه فأقبل يخدّ الأرض ، والناس حوله ينظرون إليه ، فكلّمه ثم أمره بالمعاودة إلى مكانه ، فمرّ حتى صار في مكانه. وروي أنه قال للجذع : إن شئت رددتك على الحائط الذي كنت فيه فتكون كما كنت ، وإن شئت غرستك في الجنة يأكل منك أولياء الله؟ فقال الجذع : بل تغرسني في الجنة. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نعم قد فعلت» (٦).
__________________
(١) روى الحادثة أبو طالب في أماليه ص ٣٣. ومسلم بتصرف ٣ / ١٦١٠ برقم ٢٠٣٩.
(٢) أخرجه أبو طالب في أماليه ص ٢٦.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ٣٦٧.
(٤) أبو طالب في أماليه ص ٣٢. والنسائي في سننه ٣ / ١٠٢ برقم ١٣٩٦. والبخاري ٢ / ٧٣٨ برقم ١٩٨٩.
(٥) في (ب) : بحذف على.
(٦) قال البوصيري رحمهالله :
ويح قوم جفوا نبيّا بأرض |
|
ألفته ضبابها والظّباء |
وسلوه وحنّ جذع إليه |
|
وقلوه ووده الغرباء |