فلقة فوق الجبل ، وأخرى أسفل من الجبل. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم فاشهد» (١). وأعطي موسى انفجار الماء من الحجر في التّيه ، وأعطي محمد عليهالسلام انفجار الماء من بين أصابعه ، كما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر فأصابهم عطش فدعا بتور ماء ، وجعل يده في وسطه ، وجعل الماء ينبع من بين أصابعه حتى استقى العسكر ، ورويت الدوابّ ؛ فقيل لجابر : كم كنتم؟ فقال : ألف وستمائة (٢).
وله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الخندق معجزتان من هذا الجنس : إحداهما أنه أطعم أهل الخندق كلهم من تمر قليل لم يملأ كفّيه ، جعله فوق ثوب ، ثم أمر الصارخ فجمعهم فأكلوا منه جماعة بعد آخرين إلى أن رشدوا (٣) وقاموا وإنه ليسقط من أطراف الثوب لكثرته. والثانية أن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمهالله تعالى صنع له شويهة وشيئا قليلا من خبز الشعير وأراد أن يفطر عنده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما جاء الليل وانصرفوا من الخندق أعلم به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وطلبه أن يفطر عنده ، فقال : نعم ، ثم أمر صارخا فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بيت جابر بن عبد الله ، فقال جابر : فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون. وأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس معه ، فجلس وأخرجناها إليه. قال : فبرّك وسمّى ، ثم أكل وتواردها الناس ، كلما فرغ قوم قاموا ، وجاء ناس حتى
__________________
(١) في البخاري ٤ / ١٨٤٣ رقم ٤٥٨٤.
(٢) أخرجه أبو طالب في أماليه ص ٣٧. والبخاري ٥ / ٢١٣٥ رقم ٥٣١٦ ، ذكر فقيل له : كم كنتم؟ فقال : ألفا وأربعمائة.
(٣) الرشيدية : طعام ، ونسمّي في بلادنا طعام المسافر رشادا. المحقق.