[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على إبراهيم عليهالسلام]
ومنها فضله على إبراهيم الخليل صلوات الله عليه ؛ فإنّ إبراهيم سخّرت له نار الدنيا وأعطي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم تسخير نار الآخرة ؛ لأن الله تعالى أمرها بأن تكون طوعا لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكلمته الشاة المسمومة بخيبر فسخرها الله تعالى له ، وفي ذلك زيادة ، وهي كلامها إياه فإنها قالت إني مسمومة. واتّخذ الله إبراهيم خليلا ، واتخذ محمدا حبيبا. والحبيب أفضل ، إلى غير ذلك من الفضائل.
[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على يوسف عليهالسلام]
ومنها فضله على يوسف عليهالسلام ؛ فإنه أعطي الملك بعد محن كثيرة ، وأعطي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ملك الدنيا هنيئا مريئا ؛ فافتتح أصحابه (رض) بلاد الروم وفارس وغيرهما من بلاد العجم ، وملكوا جميع جزائر العرب. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها (١).
[فضل النّبيّ عليه وآله السّلام على موسى عليهالسلام]
ومنها فضله على موسى عليهالسلام ؛ فإنه أعطي فلق البحر بعصاه ، وأعطي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم شقّ القمر بإشارته (٢) ، وهو نور السماء ، فكان أبلغ. قال الله سبحانه : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر : ١] ، اقتربت الساعة قربت القيامة بخروج خاتم الأنبياء وآخر الأمم. وانشق القمر ، انشق بمكة فلقتين :
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه ٢ / ١٣٠٤ رقم ٣٩٥٢.
(٢) أنظر البخاري ٣ / ١٣٣٠ رقم ٣٤٣٧. ومسلم ٤ / ٢١٥٨ رقم ٢٨٠٠. والنسائي في تفسيره ٢ / ٣٦٥. وجامع البيان للطبري مج ١٣ ج ٢٧ ص ١١. والدر المنثور للسيوطي ٦ / ١٧٥.