صلىاللهعليهوآلهوسلم مثله ؛ فإنه صلّى بالملائكة مرارا. وفضّله الله بأنّ أمر ثلاث مائة وثلاثة عشر رسولا فصلّوا خلفه في بيت المقدس ليلة المعراج (١).
[فضل النّبيّ عليه وآله وسلّم السّلام على إدريس عليهالسلام]
ومنها فضله على إدريس عليهالسلام روي عن جابر قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى صعد المنبر فقال : من أنا؟ قلنا : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر. وخصّ إدريس عليهالسلام برفعه إلى السماء ، قال تعالى : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) [مريم : ٥٧] ، ورفع محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فوق السموات العلي حتى وصل الحجب فشاهد ما لم يشاهده إدريس ، ثم فضّل محمد برجوعه إلى قومه وإخباره لهم بما شاهد من الآيات بخلاف إدريس فإنه لم يرجع إلى قومه.
[فضل النّبيّ عليه وآله وسلّم السّلام على نوح عليهالسلام]
ومنها فضله على نوح عليهالسلام ؛ فإنه الله تعالى خصّ نوحا بجري السفينة على الماء ، وأعطى محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم جري الحجر على الماء ، وذلك أعجب كما روي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا عكرمة بن أبي جهل إلى الإسلام ؛ فقال : لا ، حتى تريني آية ، وكان بين يديه غدير ، فيه ماء ، حوله حجارة (٢) ، فقال له : ايت ذلك الحجر ، فقل له : إنّ محمدا يدعوك فجاءه ، وقال له : فجرى الحجر على وجه الماء حتى انتصب قائما بين يدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) في سيرة ابن هشام ٢ / ١٠ أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجد في بيت المقدس إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمعوا له فصلى بهم.
(٢) في (ب) : أحجار.