أخبر. ونحو إخباره
للصحابة بأن أويسا القرني رحمهالله يرد عليهم بعد وفاته وأن به برصا دعا الله له فبرئ كلّه
إلا قدر الدرهم. وكان عمر يسأل عنه ويطلبه حتى ظفر به . ونحو نعيه لجعفر بن أبي طالب على بعد منه ، وكان الأمر
على ما أخبر .
ونحو قوله لأمير المؤمنين عليهالسلام : «لتخضبنّ هذه من هذه» ؛ فقتله ابن ملجم لعنه الله ؛ فكان الأمر على ما أخبر.
ونحو قوله : «ستقاتل النّاكثين ، والقاسطين ، والمارقين» ؛ فقاتل الناكثين : الزبير ، وطلحة ، وأصحاب الجمل. وقاتل
القاسطين الجائرين معاوية ، وأهل صفّين. وقاتل المارقين عن الدين وهم الخوارج ،
فكان الأمر على ما أخبر. ونحو إخباره لأمير المؤمنين عليهالسلام بأنه يقتل ذا الثدية ، وهو رجل من الخوارج كان له يد مثل
حلمة الثدي ، وعليها شعر مثل شعر الهر ، وكان يختم القرآن في ركعتين ، ولم ينفعه
ذلك بل كان ممن قال الله تعالى فيه وفي أشباهه : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
خاشِعَةٌ* عامِلَةٌ ناصِبَةٌ* تَصْلى ناراً حامِيَةً) [الغاشية : ٢ ـ ٤].
وقتل يوم النّهروان ، وأمرهم علي عليهالسلام بطلبه وكان آية له ، وعلامة أنه على الحق. وأنّ الخوارج
على الباطل فطلبوه فلم يجدوه ، فقال : اطلبوه فو الله ما كذبت ولا كذبت ؛ فأمعنوا
في الطلب فوجدوه وأتوا به عليا عليهالسلام ؛ فكبّر وحمد الله وخرّ الله ساجدا ومن معه من المسلمين ، وكان الأمر
__________________