وقد ذكّره ذلك أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل فعدل عن القتال. ونحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمّار بن ياسر رضي الله عنه : «تقتلك الفئة الباغية» (١). ، فقتله أصحاب معاوية .... يوم صفّين. وكان الأمر كما أخبر. ونحو وعده لأصحابه بكنوز كسرى وقيصر. وقوله لسراقة بن جعشم ـ وقد نظر إلى ذراعيه ـ : «كأني بك وقد لبست سواري كسرى». وكان سراقة أشعر الذراعين دقيقهما ، فلما افتتح المسلمون خزائن كسرى على عهد عمر ، وحمل المال فوضع في المسجد فرأى (٢) عمر منظرا لم ير مثله ، والذهب والياقوت والزبرجد واللؤلؤ يتلألأ ، فقال : أين سراقة بن جعشم ؛ فأتي به ، فقال له عمر : البس السوارين وهما سوارى كسرى ففعل سراقة ، فكان ذلك آية ظاهرة إذ وقع الأمر كما أخبر (٣). ونحو قوله لسلمان الفارسي : «سيوضع على رأسك تاج كسرى» ؛ فكان الأمر على ما أخبر. ونحو قوله لعائشة : «ستنبحك كلاب الحوأب» (٤) ، فكان الأمر كما
__________________
(١) البخاري ج ١ ص ١٧٢ رقم ٤٣٦ وج ٣ ص ١٠٣٥ رقم ٢٦٥٧. ومسلم ج ٤ ص ٢٢٣٦ رقم ٢٩١٦. والمستدرك ج ٣ ص ٣٨٦ وساق جملة روايات. والترمذي ج ٥ ص ٦٢٧ رقم ٣٨٠٠ حسن صحيح غريب. وتأريخ الإسلام عهد الخلفاء ص ٥٧٧ ـ ٥٨٢. وطبقات ابن سعد ج ٣ ص ٢٥٢. والمعجم الكبير للطبراني ج ٤ ص ٨٥ رقم ٣٧٢٠. ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٢٤١ ـ ٢٤٢ وج ٩ ص ٢٩٥ ـ ٢٩٧. قال العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في القواصم والعواصم ٣ / ١٤٤ بعد ذكر الحديث : فإن الحديث متفق على صحته وشهرته في ذلك العصر ، وإنه ما قدح فيه من القدماء أحد. بل قال الذهبي في ترجمة عمار ١ / ٤٢١ : إنه حديث متواتر.
(٢) في (ب) : حمل الماء فوضع في المسجد فنظر.
(٣) أسد الغابة ٢ / ٤١٤. والرياض المستطابة ص ١١. والإصابة لابن حجر ٢ / ١٨ ، ١٩. وإثبات نبوة النبي للمؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني ص ١٤٨.
(٤) أخرجه المؤيد بالله في إثبات النبوة ص ١٤٠. والبداية والنهاية ٦ / ٢٣٦ وقد ذكره من طرق كثيرة. والطبري ٤ / ٤٥٧.