أخبر. ونحو إخباره للصحابة بأن أويسا القرني رحمهالله يرد عليهم بعد وفاته وأن به برصا دعا الله له فبرئ كلّه إلا قدر الدرهم. وكان عمر يسأل عنه ويطلبه حتى ظفر به (١). ونحو نعيه لجعفر بن أبي طالب على بعد منه ، وكان الأمر على ما أخبر (٢).
ونحو قوله لأمير المؤمنين عليهالسلام : «لتخضبنّ هذه من هذه» (٣) ؛ فقتله ابن ملجم لعنه الله ؛ فكان الأمر على ما أخبر. ونحو قوله : «ستقاتل النّاكثين ، والقاسطين ، والمارقين» (٤) ؛ فقاتل الناكثين : الزبير ، وطلحة ، وأصحاب الجمل. وقاتل القاسطين الجائرين معاوية ، وأهل صفّين. وقاتل المارقين عن الدين وهم الخوارج ، فكان الأمر على ما أخبر. ونحو إخباره لأمير المؤمنين عليهالسلام بأنه يقتل ذا الثدية ، وهو رجل من الخوارج كان له يد مثل حلمة الثدي ، وعليها شعر مثل شعر الهر ، وكان يختم القرآن في ركعتين ، ولم ينفعه ذلك بل كان ممن قال الله تعالى فيه وفي أشباهه : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ* عامِلَةٌ ناصِبَةٌ* تَصْلى ناراً حامِيَةً) [الغاشية : ٢ ـ ٤]. وقتل يوم النّهروان ، وأمرهم علي عليهالسلام بطلبه وكان آية له ، وعلامة أنه على الحق. وأنّ الخوارج على الباطل فطلبوه فلم يجدوه ، فقال : اطلبوه فو الله ما كذبت ولا كذبت ؛ فأمعنوا في الطلب فوجدوه وأتوا به عليا عليهالسلام ؛ فكبّر وحمد الله وخرّ الله ساجدا (٥) ومن معه من المسلمين ، وكان الأمر
__________________
(١) أخرجه المؤيد بالله في إثبات النبوة ص ١٤٦. ومسلم ٤ / ١٩٦٨ رقم ٢٥٤٢.
(٢) أسد الغابة ١ / ٥٤٤. والسيرة لابن هشام ج ٤ ص ٢٧. وإثبات نبوة النبي ص ١٤٧.
(٣) الاستيعاب ٣ / ٢١٩. ودلائل النبوة ج ٢ ص ٥٥٢ وفي ذخائر العقبى ص ١١٢.
(٤) رواه أبو طالب في أماليه ص ٦٦. والمستدرك للحاكم ٣ / ١٣٩. وفي ذخائر العقبى ص ١١٠.
(٥) في (ب) ، (ج) : وخرّ ساجدا.