والإمام الرضا (عليه السلام) قد نُقل عنه قوله في الحجّة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) : «عليه جيوب نور تتوقّد بشعاع ضياء القدس» (١).
وبالتأمّل والتفكّر ترى عجز البيان وقصور الأفهام وتخاذل المشاعر والأحاسيس عن درك عظم هذه الرفعة وتلك المنزلة العظيمة.
هذه شذرات وقبسات ولمحات استقيناها من ذلك النور المقدّس والعنفوان الإلهي المتجلّي بأتمّ البهاء والجمال.
ولسنا بصدد الإنشاء أو التأسيس ـ والعياذ بالله ـ بل هي حالة من الإخبار التي يتلذّذ بها ذوو الألباب الواعية والفطرة النقيّة والمشاعر العميقة ، وإلاّ فإنّه منذ النشأة الاُولى والفرد الإنساني الطموح كان قد طوى مراحل العلم والمعرفة وانكشفت له الستائر والحجب ، حتى عانى جرّاء ذلك أشدّ المصائب وأقسى المحن والويلات ، واستطاع أن ينال المقام المحمود والمكانة العالية في تسلّق سلّم الحقيقة الباهرة والطَلِبَةَ الخالدة.
وبفضل الجهود العملاقة ـ المنعكسة على صفحات الحياة الإنسانية بأمتن منهاج وأدقّ اُسلوب وأفضل محتوى ـ التي جادت بها أذهان علمائنا ، وأساطين الفكر والبحث والمعرفة من رجالنا ، والمنصفين من القوم وغيرهم ، اتّضح الكثير من معالم المعرفة الإلهية بواقعها الصحيح والمطلوب.
وعلماء الشيعة الإمامية تمكّنوا من طرق كلّ ألوان العلوم
__________________
١. عيون أخبار الرضا ٢ : ٦ / ١٤.