إنّه قد ورد في النصّ الصحيح : «ألبسه الله تاج الوقار ، وغشّاه من نور الجبّار» (١).
والملاحظ أنّ الحديث صريح في أنّ المتوِّج هو الله تبارك وتعالى دون واسطة أبداً ، فلا النبيّ الخاتم (صلى الله عليه وآله) ولا الملائكة (عليهم السلام) لهم الحقّ أو الدخل في الانتخاب والترشيح.
وأمّا درك المراد من : «وغشّاه بنور الجبّار» فإنّه ـ كما قال بعض مشايخنا ـ يتوقّف على مقدّمة ، تتلخّص في فهم آيات من سورة النور : وهي قوله تعالى : (فِي بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ) (٢). وقوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالاْرْضِ) (٣).
والنبيّ (صلى الله عليه وآله) في مقام وصف الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه) قال : «عليه جلابيب النور» (٤).
أمّا أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقد روي عنه أنّه قال في معنى قوله تعالى : (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) : «القائم المهدي (عليه السلام) ، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكلّ شيء عليم» (٥).
__________________
١. غيبة النعماني : ٢٢٤ / ٧.
٢. النور : ٣٦ ـ ٣٧.
٣. النور : ٣٥.
٤. كفاية الأثر : ٥٩.
٥. تفسير البرهان ٣ : ١٣٦ / ١٦.