آفة الشهرة
مادمتَ مغموراً فالناس لا تكترث لأمرك ، هم في راحة منك وأنت في راحة منهم ، فلا رقابة ولا تربّص ولا متابعة ولا ملاحقة ولا أضواء ولا شهرة ولا انتظارات ولا حسد ولا غبطة ولا افتراء ولا نقد ولا تزلّف ولا مراء ولا صحف ولا إعلام ولا كلّ شيء .. فأنت إنسانٌ لك وما عليك بحجمك وبما يتناسب مع وجودك الطبيعي ، وأنت ملْكُ ذاتك غالباً والباقي سهم الآخرين فيك كاُسرتك ومجتمعك والتزاماتك الخاصّة كأيّ فرد يواصل حياته بشكلها الاعتيادي.
نعم ، كلّما اتّسع نطاق وجودك اجتماعيّاً وسياسيّاً ودينيّاً وفكريّاً ... قصرت المسافة بينك وبين الناس ، آنذاك تنشط الأدوات المشار إليها من رقابة وأضواء وانتظارات وافتراءات وانتقادات وتزلّفات وغيرها ، كما أنّ «ملْكَ الذات» يبدأ بالمضمور ويحلّ محلّه «ملْكُ الناس والمجتمع والاُمّة والعالم» كلٌّ حسب دوره ومنزلته وكيانه. آنذاك تتمثّل الاُسرة والمجتمع والاُمّة والعالم بك أنت ، فصرت الشخص والنوع بل الجنس في آن واحد.
ومهما سموت وألقتَ وذاع صيتك وثنت لك الدنيا وسادتها تبقى ذلك الإنسان الذي يحبّ ويكره وله من الأحاسيس والمشاعر والعقل