من الناس ، إليهم ، فيهم
من الناس .. إلى الناس .. في الناس .. فقيرٌ مثل الفقراء ، غنيٌّ مثل الأغنياء ، عالِمٌ مثل العلماء ... يدرك من أين ، في أين ، إلى أين .. يروم «الإنسانيّة» ويعمل لأجلها ، لأجل ذاته وغيره ، فالسعادة تعني أن تسعد وتشرك الآخرين في سعادتك. وهل سعادةٌ أشمخ وأجمل وأعزّ وأغنى وأرسخ من سعادة «الإنسانيّة» ...
نعم ، بلوغها شيء ، وحفظها شيء آخر ، وهنا نفهم لذّة دوام السعي والمجاهدة والصراع النبيل ، فلابدّ من البقاء في دائرة الضوء الإنساني بقاءً ينمو ويسمو نحو الأرقى كي لا يعلو الغبن فيتساوى اليوم بالأمس ، ولا تهبط الزيادة فيحصل النقصان ثم الموت ، موت الإنسانيّة ، موت المبادئ والقيم الشريفة.
بلوغ «الإنسانيّة» يعني أن تكون خيراً لذاتك وغيرك. أنت إنسانٌ من الناس ، فإلى الناس تبدأ رحلة الخير ، وبينهم تنشر الخير ، وفي أعماقهم تبني له الاُسس والقواعد ، حالك حالهم ، تتكيّف كما هم ، صادقاً بلا كذب ورياء ونفاق ، تعيش آلامهم ومعاناتهم ، أفراحهم وأحزانهم ،