الأنا
ابتهالاتي وصلاتي وأخلاقي ليست سوى مظاهر جوفاء تفتقر الروح والحياة ، تفتقر الصدق والإخلاص ، بدليل أنّها خاضعة لشهواتي خضوع العبد لمولاه ، لستُ سوى مدّع مخادعاً لذاته ولغيره ، اُظهر دماثة الخلق وجمال العبادة والتآلف الاجتماعي لكنّي أضمر المساوئ والقبائح واُمارسها طبقاً لخوارق اللاّشعور ، فتتجلّى تارةً هنا واُخرى هناك.
لا اُحبّ سوى لذاتي ولا أكره سوى لها ، رغباتي هي الملاك والميزان ، اُبرّر كلّ شيء لأجلها ، أعمل كلّ شيء لأجلها ، حتى الأفعال الحسنة التي اُنجزها فهي من باب إرضاء الذات ، الذات التي تزهو حينما تجد أنّها تستطيع ، تستطيع أن تعلو وتكبر فيرى الغير مكانتي ومنزلتي وقدرتي وسلطتي ، أكاد حينها أطير ، بل أنا طائرٌ فعلاً بغروري وكبري ، وهل يا ترى ينفعني فعل الخيرات وأنا أروم ما ترومه شهواتي وتتطلّع إليه رغباتي ، ولاسيّما وأنا ذائبٌ بمدح هذا وإطراء ذاك ، فواحدٌ يتمسّح بلباسي ويقبّل يدي تبرّكاً وآخر وظّف نفسه مسؤولاً عن نعلي وحذائي وثالث ورابع ... الناس تتهاوى لنيل شرف اللقاء بي والحصول على