لا نستطيع أن نعتبر رسالة الشافعي من كتب الاُصول ولو من باب التغليب (١).
* * *
تكامل الاُصول الشيعي
«مراحل» ، «أدوار» ، «مدارس» ، أيّاً كانت التسميات والتقسيمات والعناوين المصطلحة على مسيرة علم الاُصول الشيعي ، وأيّاً كانت احصائياتها : اثنان ، ثلاث ، أربع ، تسع .. باختلاف آراء الباحثين والمحقّقين والمستقرئين ، فإنّهم قد اتّفقوا على منح مدرسة ـ أو مرحلة أو دور ـ الشيخ الأنصاري (قدس سره) منزلة التكامل في الاُصول الشيعي.
إنّها رحلة عطاء فكري دؤوب ومسيرة جهاد معرفي طويل ومعترك علمي مرير ، كادح فيها أعلام المذهب وعباقرته بكل ما اُوتوا من مواهب وقدرات ونبوغ لمواجهة مسلسل النفي العقائدي والكياني الذي تعرّض ولا زال يتعرّض لها مذهب آل البيت (عليهم السلام) من مختلف الأطراف المناوئة (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (٢) ، إنّه الفتح الإلهي المبارك والنصر الربّاني المؤزّر ، فقد سطّر فحول الدين والمذهب الحقّ ملاحم النتاج المعرفي الراقي الملتزم ، على شتّى محاور العلم والثقافة والفنّ والأدب ، وغدوا ـ كما كانوا ـ أرباب الرسالة وفوارس
__________________
١. اُنظر في ذلك كلّه : نظرة في تطوّر علم الاُصول : ٢٢ ـ ٢٩.
٢. سورة الصفّ ٦١ : ٨.