ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم
ليس من المعقول أن تُسمّى الأشياء عبثاً ، فلا يكون الفكر ولا الثقافة والأخلاق وما سواها كذلك إن لم تستند إلى قيم ومعايير وأنظمة وأنساق تبرز محتواها واُطرها وخصائصها وأدواتها وأساليبها.
ويبقى الإنسان هو المقصود الأوّل والأخير ، به البداية وإليه النهاية ; إذ ينحصر المراد من كلّ هذه الصنعة والخلق والتكوين والشريعة في «الاستقامة» التي لا تجب ـ بفعل الشروط الموجودة والمسؤوليّة المعهودة ـ إلاّ على الإنسان (إِنَّا عَرَضْنَا الاْمَانَةَ عَلَى السَّمواتِ وَالاْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاْنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (١).
وللمسؤوليّة شروط ولوازم لابدّ من احترامها والتقيّد بها ، وبذلك سُنَّت الشريعة والقوانين والمناهج وانطلقت الأفكار لتصوغ وتؤسّس وتوضّح وتستدرك وتستكمل ...
__________________
١. سورة الأحزاب : ٧٢.