مكمن السرّ
لا أعلم مكمن السرّ أين ، فلمّا أطلب حاجتي من السماء أطلبها بضغط مثير على جسدي ، أشدّ على دماغي ، على جوارحي ، اُحسّ أنّ كلّ دمي يتجمّع في هامتي فيكاد يتدفّق من أنفي ، تكاد عيناي تخرجان من رأسي ، بهذا الحال أعتقد أنّ حضور القلب والعقل والروح قد حصل ، حينها أطلب حاجتي ، أيّاً كانت : استغفار ، توبة ، طلب أمان ، قضاء أمر مستعصي .. والأهمّ هو ذلك الشعور الذي اعتدت عليه ، الشعور الذي يرافق تلك الحالة ، الشعور الذي يؤكّد طلب حاجتي بصفاء وحضور قلب وعقل منقطع النظير ، الشعور الذي يهتف في أعماقي أنّ حاجتي سيقضيها المولى القدير. لا أدري لعلّ الجميع لمّا يتفاعل ، أعني الجسم والروح والعقل ، تحصل النتائج المرجوّة ; إذ الإنسان خُلِقَ على الفطرة ، ولعلّ المعهود نوع من الرجوع إلى الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها ، لذا تراني أشعر بالأمن والطمأنينة وأنّ هاتفاً يناديني : أبشر ، فَلَكَ من السماء منحةٌ ولك من ربّ العلى قرائنُ وإشاراتُ خير سغبى.