معنى الذات
أشياء ، أحداث ، مواقف ... تبقى تحفر في ذاكرة الوجود الإنساني شواخص تأمّل وتدبّر ومراجعة ، إفرازات ورواشح من الأفكار والأحاسيس المتباينة ... تبني وتهدم ، تثبت وتغيّر ، تؤلم وتفرح ، تفتح وتغلق ، تضيء وتعتم ، تعدل وتظلم ، تحسن وتسوء ...
يظلّ الإنسان والخليّة والجماعة والمجتمع والاُمّة والعالم بأسره يتناقلها جيلاً عن جيل ... يبقى الحسن سرمدياً كما يبقى القبيح سرمدياً ، ولا يمكن التعبير عن المعاناة إلاّ بما يسانخها ، والهجين هجينٌ على كلّ حال ، ولاسيّما أنّ النظم والنظام حاكم بلا إشكال ، والخارج عن كليهما لا محال مصنّف في زمرة الشواذّ والمستثنيات الخارجة عن القاعدة والمألوف عقلاً وعرفاً وشرعاً.
لا يمكن لنا نسيان الحقيقة مهما بذلنا جهداً إضافيّاً لتناسيها وطمسها أو تحريفها وتغييرها ; أنا لا أنسى من أحسن لي كما لا أنسى من أساء لي ، هذه الأنا التي تضيق لتكون ذاتي ووجودي الشخصي وتتّسع لتكون اُمّة وشعباً ومجتمعاً ، لا فرق ، فالأنا هي الأنا وإن اختلفت الكيفيّات والكمّيات