لِمَن الشوق؟
مَنْ منّا لا يهزّه الشوق إلى ما يعشق ويحبّ ، إلى الأمس واليوم والغدّ ، إلى الأشياء بحلوها ومرّها ... ولكن هلاّ تساءلنا : لِمَ نشتاق؟ أفي ما نحن عليه خللٌ ونقص وفي ما سواه إحاطة وتكامل ... هل الشوق فعل القلب أم العقل أم كليهما؟
أنشتاق لأ نّنا حركة في حركة ، لا استقرار ولا سكون فيها ، وهل عدم الاستقرار هذا يولّد فينا ـ ولو زحفاً ـ الحركة بجميع الاتّجاهات إلى جميع الأزمان ، فتولد من هذه الحركة صورٌ ومصاديق سواء كانت محفورة في الذاكرة كملفّات من الماضي أو نعايشها من الحاضر أو نستشرفها من الآتي؟
يقولون : لولا الشوق لما حصل الطموح ، ولولا الطموح لما حصل النمو ، شرط الآصرة الخيّرة التي تجمع بين العقل والقلب ، ولو لا هذا الاتّحاد لكانت النتائج وخيمة ، فقد يجرّ الشوق إلى الخراب والمآسي والآلام ، كما قد يسمو بالإنسان إلى مراتب العزّ والكمال.