سحر المظاهر
تخطف المظاهر قلوبنا وتشوّش عقولنا وتوسوس فينا كي نعمل الممكن والمستحيل لنصل إليها ، أموال وأملاك وترفيه وشهرة ونساء وسَفَر وموائد وتذلّلات وتخضّعات وتملّقات وتزلّفات وخصائص ومزايا ونفوذ وقدرة ... كلّها أو بعضها تجعل الغالب سابحاً في أعماقها محلّقاً في فضاءاتها ، مهووساً بها ، ضائعاً بين نشواتها ; إذ هي السعادة بذاتها والعزّ والكرامة والشموخ وليذهب الكلّ إلى الجحيم!!
والذي يرسّخ فينا هذا الاعتقاد والشعور أكثر إغواء الآخرين لنا بصنميّتهم وحربائيّتهم وببغائيّتهم ودفعهم لنا نحو المزيد من الانغماس في عالم المظاهر والشهرة والاستعراضيّات والقشور كي ينالوا وننال بهم المبغى.
مكمن المشكلة في هجران الجوهر والأصل والتشبّث بالغلاف والقشر ، في هجران القيم والمبادئ والأخلاق ومفاهيم الشريعة وأحكامها والتشبّث بالتأويلات المهزوزة والأفهام المغلوطة والتلقّيات المرفوضة والاستيعابات السطحيّة والانتقاءات البراغماتية والتضليلات الانحرافيّة ،