لحظةٌ واحدةٌ تكفي
لن يغيب عن ذهني أبداً يوم ذكرى وفاة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسبطه الحسن المجتبى (عليه السلام) إذ قصدت مكتبتي وفي قلبي وعقلي تساؤل كبير واستفهامٌ مخيف لا أعلم إن بحت به قد اُلسع بسوط الضلالة والانحراف ، وإن كتمته قد يقرِّض أحشائي من الداخل رويداً رويدا ، كان همّاً مريراً ومعاناةً مثيرةً رمتُ حسمهما إنقاذاً لعقائدي وكرامتي وعاقبتي من التزلزل والضياع ولاسيّما أنّي عدت أشعر وألمس خطورة الموقف الذي أنا فيه.
لعلّ منشأ هذا المأزق الفكري العقائدي يستمدّ وجوده من طبيعة وكيفيّة بناء تصوّراتي وقناعاتي في القضايا المختلفة ، فأنا لا أقبل الوصفات الجاهزة مهما رقت وارتفعت ، لا أجمد على الوارد جمود الخاضع المتسلم بقرار مسبق ، أسعى محاورة أدوات الإثبات بنصّها وتقريرها وفعلها بعقل غير وراثي ; فليس الامر بقالب «هذا ما وجدنا عليه آباءنا» وانتهى كلّ شيء ببساطة وسهولة ، إنّه مفترق سبيل وحسمٌ يتوقّف عليه مفهوم الحياة والموت ، فلا أذود عمّا لاقناعه لي به ; فهو بدونها يصير ذود التجّار والعبيد والمتزلّفين والجهلاء.