العقل
النفس والعقل والدين والعرض والمال ، أو ما تسمّى بـ : «الضرورات الخمس» ، غير مقتصرة على فرد أو مجموعة أو اُمّة ، إنّها تغطّي الإنسانيّة برمّتها ، ولسنا بصدد البحث في أهمّيّة كلّ واحدة منها ; إذ العنوان يدلّل عليها ، فلا داعي إلى تسليط الضوء حولها ولاسيّما ونحن نروم التمحور حول موضوع ومقصد معيّن.
موضوعنا «العقل» فهو اللاعب الأهمّ بين الخمس ، فلولاه ـ وهو الذي لم يخلق الله قبله شيئاً كما ورد في النصّ ـ لم نفهم شيئاً من كلّ شيء حتى الضرورات ذاتها ، ولم ندرك معنى القبول والرفض ، الحدود والمضامين ، الحركة والسكون ... إنّه الذي يوجّه الجوارح عندنا ويقودها كما ينبغي أن تكون ، وعلى جناح الأولويّة يقود بنا الأفكار ، بل يصنعها وينشؤها ، فلا يمكن تصوّر حياتنا بدونه ولا معنى لها خارجةً عنه.
انّه يحفر دوماً لتدوم الحياة بشكل أفضل ، يحفر في القديم ليستخرج منه الجديد ، كي لا نتخلّف عن ركب الحركة ، فإذا ما تخلّفنا عنها فإنّنا نتراجع ثم نتراجع ، وحصيلة التراجع عزلةٌ وسكونٌ وموت ، ولسنا نروم