ماذا يعني لنا الحبّ؟
إنّنا نسقط بفخّ اللفظ لمّا نفهم معنى الشيء بالتبادر فقط ، مثلما يتبادر إلى الذهن والقلب معنى الحبّ من حدود اللفظ المرسوم.
فللحبّ ـ مثلما لكثير من القيم والصفات والحالات والأحاسيس ـ أبوابٌ واسعة من التصوّرات والتصديقات والمؤشّرات والأدوار والأوجه. فليس من الضرورة بمكان أن نمارس ذهنيّاً وشعوريّاً الوجه المليح من الحبّ فقط ، فبما أنّ من لوازمه الحرص والوفاء للمحبوب ، بات العناء والألم والمشقّة ونظائرها داخلة في أدوات الحبّ ، أدواته التي تحميه وتذود عنه.
لذا صار الحبّ أسمى من مفهوم الموافقة القطعيّة الصبيانيّة العمياء ; حيث بها يسقط الحبّ وتسقط قيَمه ودواعيه ويهتزّ كيانه وينهار.
إنّ الخالق تبارك وتعالى أحبّ خلقه ولاسيّما الإنسان أيّ حبّ ; حينما كرّمه وعظّمه وفضّله على سائر مخلوقاته. لكنّه عزّ شأنه حازمٌ شفّاف معهم لمّا عرّفهم النجدين وعواقب كلّ واحد منهما ، فهو الناصح