كشف وتقييم المخطوطات
لقد شاع وانتشر هذا اللون من العلوم ونما بنموّ حركة التأليف والتحقيق وما رافق ذلك من تزايد الوعي لدى مختلف طبقات الاُمّة والمجتمع .. ولقد كان ذلك على أثر مجموعة من القواعد والاُصول التي تبلورت وتوسّعت باتّباع جملة من المناهج والأساليب المتطوّرة ، ممّا جعله الدعامة والمهمّة الأساسية في إنجاز المشاريع والأعمال الثقافية.
إنّ هذا المضمار المترامي الأطراف لابدّ وأن تتوفّر في متخصّصية عدّة من العناصر التي تؤهّلهم لكسب أرقى النتائج وأفضل القواعد ، فمثلاً : إنّ اسم الكتاب واسم كاتبه من أهمّ الجوانب التي يجب تثبيتها بالدليل القاطع والبرهان المتين ، كما أنّ معرفة كاتب النسخة من الاُمور التي تساهم مساهمة فاعلة ومؤثّرة في رفع قيمة المخطوطة وإظهار مدى نفاستها ، فقد تكون بخطّ المؤلّف نفسه ، أو قد قرئت عليه ، أو قوبلت وكتبت بحضوره أو في زمانه ، أو في فترة قريبة منه ، أو أنّ كاتبها وإن كان متأخّراً لكنّه من العلماء والأفاضل أو المعروفين .. كلّ هذا يعكس مدى جودة وصحّه نسبة المخطوطة إلى صاحبها ، وخلافه يظهر رداءتها وزيفها ونفي انتسابها إلى كذا شخص ، أو أنّها ليست الكتاب الفلاني ، ولا أقلّ من التشكيك.
وحسم هذه الاُمور ـ التي تعرّضنا إلى قسم منها على سبيل المثال لا الحصر ـ لابدّ وأن يتمّ على يد عالم وخبير في هذا المجال.