حديث القلب
ما تصنع إن خذلك أخصّ ناسك وأقربهم زلفةً إلى ذاتك ، هذا الذي روّيته عشقاً بأعذب الغدير ، هذا الذي تحمّلت وخسرت لأجله الكثير ، منحته أعزّ ما تملك من إحساس وتقدير ، منحته العقل والقلب والذود المثير ; لمّا اقتنعت به رفيقاً ومستشاراً ومخزناً للأسرار ، فصار العمر الذي لا حلاوة له بدونه ولا قرار.
يساوم عليك بالأدنى ، الملاكات القبلية والانتماءات الضيّقة والرغبات الذاتيّة اتّخذها ميزانا ، وأنت الذي تخلّيت عن هذه الملاكات الرخيصة لصالح المبادئ فاتّخذتها شكلاً ومضمونا ..
حينما تستفزّه العاطفة المراهقة وتهيمن عليه ..
حينما ينكر فيك الملاذ والكهف والأمان ، وأنت الذي اخترته حضناً وملجأً ولازلت تحنو عليه.
فأين ترحل بعقلك وقلبك ، بأفكارك وأحزانك وآهاتك ، من ذا الذي يؤويك ويضمّك ويضمّد جراحك ويعوّضك بعض ما فاتك ، من ذا الذي