مستوى التطبيق والواقع ، فاستطاعت أن تمدّ عرى الترابط مع رجال الفكر والتحقيق والمعرفة ، وأن تفتح معهم أوسع القنوات وتبني أقوى المحاور ، فهم المرفأ الأمين والمنهل العذب والملجأ الكبير.
وقد أتاح نجاح هذه الخطوة شقّ الكثير من المنافذ ورفع العديد من الحواجز ، الأمر الذي ساهم بشكل فاعل ومؤثّر في طرح نتاجات رفيعة كمّاً وكيفاً ، وإنجاز المشاريع والأعمال التي يعسر القيام بها وإتمامها بهذا العرض الرشيق والمستوى المتين ، ممّا شهد له القريب والبعيد من كلّ حدب وصوب.
وبين الميزة التي امتاز بها السيّد المحقّق (رحمه الله) المشار إليها آنفاً ، وطبيعة الأهداف المنبثقة لأجلها مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث والتي ذكرنا منها ما له صلة بالمقام ، تشمخ العلاقة الكبيرة والصلة الوثيقة والعلقة الروحية التي ارتبط بها الفقيد الراحل بالمؤسّسة ، فلا يخفى أنّه (قدس سره) قد سايرها منذ أيّامها الاُولى حتى لحظاته الأخيرة ، فأعطاها بقدر ما استطاع من كلّ ما اُوتي من علم وفكر ومعرفة وفضيلة ، فكان المبرمج والمشاور والدليل والمنفّذ ، حتى اعتُبر مرشداً روحياً وساعداً قويّاً أثرى المؤسّسة برائع إخلاصه وعظيم وفائه.
إنّ هذه الصلة الرصينة عبارة عن رحلة طويلة وقصّة شيّقة عاشتها المؤسّسة مع هذا العلم الفذّ لا تحيط بها السطور القليلة ولا تطويها فواصل البعد والفراق الكثيرة.