الفكري بأجمل صورة وأدقّ معنى ، فهو مصداق الجود في ميادين البحث والتحقيق والثقافة ، والذهن المعطاء ، والعقل الذي ما امتنع من استضافة روّاده أبداً ، والأجود من ذلك أنّه كان يمدّ الآخرين بما استطاع عليه وإن لم يطلب منه ذلك ، أو كانت مشاريعهم ذات مشروعه ; ولا غرو في ذلك ، فإنّ تلك الصفات قد نمت معه بنموّ فكره وشمخت بشموخ همّته وعلوّ ذاته ; لإيمانه بمبادئ وقيم سعى طيلة عمره الشريف ومن واقع الإحساس بالتكليف الشرعي بالذود عنها والدفاع عن حريمها المقدّس ، فلم يألُ جهداً في اقتناء المزيد من العلوم وكسب الغزير من المعارف ، ثم ممارسة النشر والتوجيه وبرمجة الكثير من المشاريع والأعمال ، والتي تنصبّ كلها في خدمة المذهب والطائفة.
فكان (رحمه الله) العقل المدبّر والمشاور الأمين والدليل المطمئن ، الذي بقيت بصماته خالدةً على صفحات الفكر والفضيلة ، وقبساً يستنير به رجالاتها على مدّ العصور والدهور.
ومؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث ، كان الغرض من تأسيسها وإنشائها هو تحقيق جملة من الأهداف والغايات ، والتي من أهمّها : استقطاب علماء وفضلاء الحوزة العلمية والسعي للانتفاع من آرائهم ونظرياتهم.
ولم تتردّد المؤسّسة أبداً في منح غاية جهدها وصرف كبير طاقاتها لأجل الوصول إلى مقاصدها ونيل مرادها ، فكان أن ترجمت ذلك على