ولا ننسى تلك الرعاية وذلك الاهتمام اللذين كانا يوليهما (رحمه الله) لمجلّة تراثنا ، فكان لها ومنذ التأسيس حتى الفقدان والرحيل أباً كبيراً وموجّهاً قديراً ومبرمجاً خبيراً ، ناهيك عمّا أغدق عليها بروائع مقالاته ورفيع تحقيقاته ، فما كانت تطلّ المجلّة على روّادها من أهل العلم والتحقيق والمعرفة إلاّ ولمسة مضيئة من لمساته الخالدة قد زيّنتها وأضفت عليها طابعاً من المتانة والبهاء ، نعم إنّها بصمات الاُستاذ الفريد والمحقّق النحرير.
ونحن إذ نحيي الذكرى السنوية الاُولى لاُفول نجم من نجوم الفكر والمعرفة ، وعلم من أعلام الطائفة والدين ، نقول : إن كان لابدّ من كلمة تقدير وإطراء أو تجليل وثناء ، فكيف والكلم أعجز من درك المرام وبلوغ المقصود؟!
إنّه لم يمت ، وكيف يموت العطاء ويأفل الجود ويضمحلّ الكرم ويرحل السخاء؟!
كيف ، وقد بذل عصارة العمر لتروى بها سوح المبادئ والقيم؟!
لأجلك أيها العزيز تنزف القلوب ، وما عزاء الروح إلاّ مواصلة الدرب وبذل المزيد.
رحمك الله أبا جواد وأنالك واسع المغفرة والرضوان.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله العترة الميامين.